التحريش بين المشايخ


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

فمما لا يليق بطلبة العلم عموماً أن يكونوا عوناً للشياطين في التحريش بين المشايخ، بأسلوب أليَقَ ما يكون بفعل الهمج والرعاع من الدهماء، ولا يليق بطالب علمٍ ينتسب إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى طلب العلم.

حيث رأيتُ بعض إخواننا -هداهم الله- يتقَصَّدون طرح أسئلة على بعض المشايخ، حول بعض الألفاظ والأقوال الصادرة من بعض المشايخ الآخرين، والتي ظاهرها الخطأ، وقد يكون قائلها أو فاعلها قد فعل ذلك مخطئاً أو متأولاً، أو لعل السامع لم يفهم منها مراد المتكلم.

ومقصود هذا السائل قد يكون هو معرفة الصواب من الخطأ، وقد يكون على سبيل التحريش كما يفعل ذلك الشيطان فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: (يَئِسَ الشيطان أن يعبُده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم).

ثم يذهب إلى حيث أراد، وينشر مقولة ذلك المجيب في حكم العبارة المنقولة، ويضع لها عنواناً سَمِجاً من عنده: (رد الشيخ فلان على فلان).

ولستُ أُريد بهذا أن لا يسأل الطالب عن أحوال الرجال، بل مرادي أن لا يكون من الـمُحَرِّشين بين أهل السنة، وهو من أقل ما يُقَدِّمه الطالب لمشايخه.

ومَنْ أراد السؤال والاستفصال عن أحوال الرجال وتنزيل الكلام على شخص فعليه بالتصريح باسم المسؤول عنه.

وعلى طالب العلم أن يتَّقيَ الله سبحانه وتعالى فيما يقول ويذر، ويعلم أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.

ولعل الله سبحانه أن يُيَسِّر كتابة بعض الآداب لطالب العلم مع شيخه في السؤال عن الجرح والتعديل.

 

والله وحده الموفق

كتبه محبكم
حامد بن خميس الجنيبي
٦ صفر ١٤٣٥هـ
٩ ديسمبر ٢٠١٣م