عشرون وسيلة لحماية الشباب من التطرف


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

أثبت لنا الواقع، أن الشباب هم أكثر شريحة مستهدفة من قبل التيارات الإرهابية والمتطرفة، ولذلك، وجب تحصينهم، ووضع المخرجات الوقائية التي تحصنهم من الوقوع في شراك الغلو والتشدد، ومن تلكم الوسائل والمخرجات المهمة التي ينبغي أن نسلكها في التعامل معهم:

(1) تزويدهم بالعلم النافع، الذي يبصرهم بالمعارف الشرعية الصحيحة، ويعصمهم من المفاهيم والتصورات المغلوطة، لا سيما في أبواب التكفير والجهاد والولاء والبراء وغيرها، فإن من أسباب الانحراف الفكري القصور في فهم النصوص وتفسيرها بما لا تحتمل، ولذلك، فإن العلم والتوعية أقوى سلاح في مواجهة التطرف والإرهاب، قال تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}، وقد حرص الصحابة رضي الله عنهم، على معالجة الانحرافات التي ظهرت من بعض معاصريهم بالحجة الناصعة والبرهان الساطع.

(2) حثهم على أخذ العلم من منابعه الأصيلة، والاستنارة بفهم العلماء المعتدلين الموثوق في علمهم وأمانتهم ووسطيتهم، قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.

(3) توعيتهم بعظم شأن الفتوى، وخطورة الخوض فيها من دون تأهل ولا اختصاص، فإن كثيراً من المتطرفين يفتقرون إلى هذا، فيقدمون على الإفتاء في كبريات المسائل في جرأة متناهية، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتدافعون الفتوى، وكان الأئمة يحتاطون في ذلك أشد الحيطة، حتى كان الإمام مالك، رحمه الله، إذا سئل عن مسألة فكأنه واقف بين الجنة والنار.

(4) تربيتهم على التجرد للحق، وبيان فضل التراجع عن الخطأ والعودة إلى الحق عند ظهوره، وعدم التمادي في الباطل والانحراف.

(5) تزويدهم بالأخلاق الحميدة، التي تزرع فيهم الشخصية المتزنة المحبة للخير والوئام، مثل الحلم والأناة والرحمة والعطف واللين والرفق، ودور الأسرة والمدرسة في ذلك كبير.

(6) تربيتهم على الهدوء وضبط النفس والتحكم بالانفعالات وحسن التعامل مع المواقف المختلفة، وعدم اللجوء إلى العنف أو ردات الفعل العدوانية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».

(7) غرس محبة الوطن في نفوسهم، وتقوية تعلقهم به، والوفاء له، وتقدير مصالحه، واحترام قيادته ومؤسساته، وتقوية القناعة لديهم بأن ذلك مطلب شرعي ووطني، وأن المصلحة في ذلك تعود عليهم.

(8) تربيتهم على مراعاة المصالح العليا وحفظ الضروريات الخمس، وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال.

(9) تربيتهم على تقدير نعمة الأمن، والمحافظة على أسبابه، واجتناب الإخلال به.

(10) تعويدهم على مشاورة القريبين منهم، والتعامل معهم برحابة صدر وشفافية، وفتح الباب لهم لعرض ما يطرأ لديهم من مشكلات مختلفة، وحسن محاورتهم بالحسنى، فإن ذلك من أنفع الطرق لاحتوائهم وتصحيح سلوكهم ومعالجة الخطأ عندهم إذا وُجد، وغياب التوجيه الأسري أو المدرسي أو المجتمعي في هذا المضمار سبب خطير للتمادي والجنوح.

(11) إرشادهم إلى حسن اختيار الصحبة، وانتقاء الأصدقاء الصالحين، فطبقة الأصدقاء هم من أكثر الفئات تأثيراً في قرنائهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».

(12) تشجيعهم على حسن الاندماج مع المجتمع، وتعويدهم على صلة الأرحام، وإبعادهم عن الأمور السلبية كالانطواء والعزلة والكراهية والبغضاء.

(13) بيان طرق معالجة الخطأ لهم إذا صادفهم، وتعويدهم على أدب النصيحة الراقية، والكلمة الطيبة الجميلة.

(14) تنمية مهارات التفكير السليم لديهم، والذي يرفع فيهم مستوى الوعي واليقظة والإدراك، ويعودهم على حسن النظر والتمحيص.

(15) تربيتهم على مبدأ التحري والتثبت وعدم الانخداع بالإشاعات المغرضة والمعلومات المغلوطة، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.

(16) إرشادهم إلى حسن استخدام المواقع الإلكترونية وأدوات التقنية الحديثة، ومتابعة مصادر تلقي المعلومات لديهم في هذه الشبكات وغيرها.

(17) تنفيرهم من مسالك التطرف والتنظيمات الإرهابية، وبيان قبح آثارها وسوء مآلاتها وعواقبها الوخيمة، يقول بعض العلماء: «إذا أشكل عليك شيء، فانظر إلى مفسدته وثمرته، فإن كان مشتملاً على مفسدة راجحة ظاهرة، فإنه يستحيل على الشارع الأمر به أو إباحته».

(18) إرشادهم إلى حسن اغتنام أوقات فراغهم في النافع المفيد، وتفريغ طاقاتهم في الجوانب الإيجابية المثمرة، سواء عبر الأعمال التطوعية أو الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية أو الثقافية أو العلمية أو المشاريع الاقتصادية أو غيرها.

(19) رفع قيمة العمل والإنتاج لديهم، وتسهيل الفرص لهم، وتأهيلهم لذلك، وتحذيرهم من البطالة والكسل، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل».

(20) رفع معنوياتهم، وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوسهم، وإبعادهم عن مشاعر اليأس والقنوط والإحباط.

(21) ترشيد العاطفة لديهم، بحيث لا تخرجهم عن الصواب، ولا توقعهم في التهور، ولا تحجب عنهم النظر في العواقب والمآلات، وقد أرشدنا الله إلى ذلك، فقال: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدْوَاً بغير علم}.

نسأل الله تعالى أن يحفظ شبابنا، ويجعلهم ذخراً لأسرهم ومجتمعهم ووطنهم.