مرحبا الساع.. قواتنا الباسلة الأبية


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات
القسم: 
القسم: 
القسم: 

تستقبل ربوع الوطن بكل فخر واعتزاز الدفعة الأولى من أبطالها البواسل الشجعان الراجعين من اليمن الشقيق، الذين سطروا البطولات وصنعوا الأمجاد في عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل لنصرة الأشقاء في اليمن، وذلك ضمن عملية استراتيجية تجريها قواتنا المسلحة المشاركة ضمن قوات التحالف العربي في اليمن تهدف إلى تبديل القوات وإحلال وحدات جديدة..

حيث تؤكد دولة الإمارات بذلك عزمها وحزمها وإصرارها على دعم الأشقاء، وتسخير إمكاناتها لإحلال الأمن والسلام في المنطقة، والتصدي لقوى الشر والظلام وأصحاب الأجندات الخارجية والطائفية والمتطرفة، وتحقيق أماني أهل اليمن قيادة وشعبا في بناء مجتمع آمن مطمئن سعيد، وإعادة الحق إلى نصابه الصحيح.

إن قواتنا الباسلة إذْ تعود إلى أرض الوطن فهي تعود متوَّجة بتيجان الفخر والعز، مكللة بالرفعة والنصر، بعد أن أدَّت مهامها على أكمل وجه، وسطرت ملاحم مشرقة من البطولات والتضحيات والنضال المشرف نصرة للمظلومين..

وكانت عند حسن ظن قيادتها ومجتمعها، متحلية بالشجاعة والإقدام والخبرة والكفاءة والمهارة الفائقة، حتى استطاعت بحمد الله تحرير عدة مناطق من سيطرة القوى الظالمة، وكبدتها خسائر فادحة، وألحقت بها هزائم قوية ومتلاحقة، وقدمت في سبيل ذلك كوكبة من الشهداء الأبطال الأفذاذ الذين سطروا الأمجاد بدمائهم الغالية.

وجعلوا من أرواحهم جسورا للخائفين نحو بر الأمان والاستقرار، فما أعظمها من تضحيات، وما أروعها من بطولات.

لقد لعبت قواتنا الباسلة دورا كبيرا في الانتصارات التي حققتها قوات التحالف العربي في اليمن الشقيق، ومن أبرز ذلك الانتصار الاستراتيجي الكبير في تحرير عدن ومأرب حتى ارتفعت الأعلام على سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناءه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فكانت قواتنا بحق خير سند للأشقاء..

وخير عون لهم في الملمات، متسلحين بالعزيمة الصلبة والإرادة القوية، ملتفين حول القيادة الرشيدة في تحقيق الأهداف الشريفة التي تنصب في نجدة المظلومين والتي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف وأمرت بها أخلاقنا ونخوتنا وشهامتنا العربية الأصيلة، فهم فرسان أباة في وقت الشدة والبأس، لا يستسلمون للتحديات، ولايهابون الموت، ولا يعرفون الخوف، بل يسترخصون بذل الأرواح في سبيل ربهم وفاءً لقيادتهم ووطنهم وأمتهم.

أيها القوات الأبية الباسلة؛ أنتم فخر لهذا الوطن، وفخر لأسركم وأهليكم ومجتمعكم ووطنكم، لا تجدون في هذا الوطن إلا من يفتخر بكم، ويثني عليكم، ويرفع رأسه عاليا ببطولاتكم وإنجازاتكم، من الرجال والنساء، والصغار والكبار، لأنكم ترجمتم مبادئنا الدينية الأصيلة وقيمنا الوطنية الناصعة في أجمل صورها، وضحيتم لدينكم ووطنكم وأمتكم بأنفسكم وأرواحكم تحت راية قيادتكم الرشيدة..

ولو كان عندكم شيء أغلى من النفس والروح لما بخلتم به، فمعدنكم أصيل، ومواقفكم مشرفة، وبطولاتكم تنبئ عن مدى إخلاصكم وتفانيكم نصرةً للحق وأهله، فأنتم عزنا وفخرنا، ودرعنا وحصننا، أجزل الله لكم الأجر والمثوبة، ورفع درجاتكم في الدنيا والآخرة.

قواتنا الأبية الباسلة؛ لقد كنتم قدوة لنا جميعا في الولاء والانتماء والطاعة للقيادة الرشيدة والصبر وتحمل المشاق والتغلب على التحديات والتفاني في بذل التضحيات الغالية وتجسيد المواقف البطولية الرائعة، فقد سطَّرتم لنا هذه المعاني الجميلة بأفعالكم ومواقفكم المشهودة..

ورفعتم هاماتنا عاليا، وجعلتم علم دولتكم يرفرف في الآفاق، وكنتم خير نصير للمظلومين، وبلسما للمقهورين، وسدا منيعا أمام قوى الشر والطغيان والمتمردين، حتى أضحت سيرتكم العطرة تسطر للأجيال الحالية والقادمة أجمل المعاني في الشجاعة والبسالة والبطولة..

وغدت نبراسا نستضيء به جميعا، فأنتم معين يزخر بالقيم العالية، ومدرسة نتعلم منها معاني البذل والعطاء والتضحية والفداء، والمسارعة إلى تلبية نداء الحق دون تردد أو تباطؤ، فقد ناداكم الوطن فأجبتم، وأمرتكم قيادتكم فأطعتم، ورغَّبكم رب العزة والجلال في الاستجابة لهذا النداء السامي فسارعتم، وكأنكم جعلتم نصب أعينكم قول الله تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}.

إن ما قمتم به من بطولات وما قدمتم من تضحيات هي أمور عظيمة جليلة ماثلة في وجدان هذا الوطن وأبنائه، يتذكرونه جيلا بعد جيل، وأعمال مجيدة خالدة في صفحات التاريخ المشرق، ولقد وعد الله تعالى المجاهدين المخلصين بالأجر الوفير والمنزلة العالية والفضائل الكبيرة، وشرفهم بما خصهم به من الجهاد في سبيله دفاعا عن الأوطان والأرواح وتلبية لنداء قيادتهم الرشيدة، قال سبحانه: {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيُقتل أو يَغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيما}، وقال جل وعلا: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}..

ويقول النبي عليه السلام: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض»، فهنيئا لمن ظفر بهذه المكانة العالية، فنال الذكر الحميد في الدنيا، وفاز بالأجر الوفير في الآخرة، وحمدا لله على عودتكم قواتنا الباسلة سالمين غانمين، ورحم الله شهداءنا الأبرار ورفع درجاتهم مع النبيين.