تحذير من نشر الشائعات فيما يتعلق بالجزر الإماراتية المحتلة


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات
القسم: 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد؛

فقد بدأ بالأمس تداول رسائل عبر الهواتف فيها نشر لإشاعات غير صحيحة تتعلق بنسبة تصريحات لمسؤولين من الإمارات وإيران حول ما يتعلَّق بالجزر الإماراتية التي تحتلُّها إيران، وذلك بنشر تصريحات منسوبة إلى صاحب السمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله، وكذلك نشر رد عليه من الرئيس الإيراني الرافضي أحمدي نجاد فيه تهديد لدولة الإمارات.

ومن المعلوم أنَّ مثل هذه الشائعات قد يكون لها خطر عظيم على أمن البلاد، مما قد يتسبَّب بالإضرار بكثير من المصالح العليا، وكذلك تقويض المساعي الحكومية لإنهاء هذا الاحتلال الظالم من الدولة الرافضيَّة الصفويَّة.

وقد دلَّ الكتاب والسنة على حرمة نشر الشائعات لما فيها من نشر للشر والفساد، حتى ولو كان مقصود صاحبها حسناً؛ لقوله تعالى: (وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردُّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسير الآية: (يعني جلّ ثناؤه بقوله: (ولو ردّوه): الأمر الذي نالهم من عدوِّهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أولي أمرهم يعني: وإلى أمرائهم، وسكتوا فلم يذيعوا ما جاءهم من الخبر، حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ذوو أمرهم هم الذين يقولون الخبر عن ذلك، بعد أن ثبتت عندهم صحته أو بُطُوله، فيُصَحِّحوه إن كان صحيحاً، أو يُبطِلوه إن كان باطلاً. (لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) يقول: لَعَلِمَ حقيقةَ ذلك الخبر الذي جاءهم به الذين يبحثون عنه، (ويَسْتَخْرِجُونَهُ مِنْهُم) يعني: أولي الأمر).

والذي يجب علينا في مثل هذا الوقت أن نكون يداً واحدة مع ولاة أمورنا، وأن لا ننشر الكذب والافتراءات عليهم؛ طاعةً لله ورسوله أوَّلاً، ثمَّ طاعةً لولاة الأمر، ثمَّ حرصاً على سلامة المساعي الكريمة لحكومتنا في إنهاء هذه القضيَّة بأنسب الطرق وأفضلها، وإنَّ نشر مثل هذه الشائعات له ضرر كبير يُخِلُّ بإنهاء قضيَّة الجزر المُحتلَّة.

ويجب التَّنَبُّه إلى أنَّ ما تفعلُه الجمهوريَّة الإيرانيَّة الرافضِيَّة مُمَثَّلةً برئيسها أو بمسؤوليها أو المُعَمَّمين فيها لا يكون مُبَرِّراً لأن يقوم بعض الجهلة بتداول الشائعات باسم حكومة الإمارات الرشيدة، فلا مجال هنا لشيء من العواطف، وخصوصاً في مثل هذا الوقت.

والذي نخشاه حقيقةً؛ أن يكون وراء نشر هذه الشائعات أشخاصٌ مُغرضون، لهم مآربُ خَفِيَّة وبغيضة، تكون سبباً في زعزعة أمن هذه البلاد -حرسها الله من كيد الأعداء-.

 

فنسأل الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد، وأن يديم عليها أمنها واستقرارها، وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة، وأن يرُدَّ شرَّ كُلِّ ذي شر في نحره.

 

كتبـــــــــــــــــــه
حامد بن خميس بن ربيع الجنيبي
غفر الله له، ولوالديه، ولمشايخه، وأهل بيته
24 جمادى الأولى 1433هـ
16 إبريـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــل 2012 م