عشاق الدنيا …..صرعى


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات
القسم: 
القسم: 

عجائب في هذه الدنيا… وهموم ومنغصات….  نقص في المال… وفقد للأولاد , لا يدوم لها حال والناس في حبها صرعى !!!
 حالات نفسية… واكتئابات كثيرة … ضيق يكاد ينقبض منه القلب.

 عين باكية … وأخرى محزونة.

 وجَنَات مبلولة… وخدود فيها الدموع همّالة.

 نسمع عن فلانة التي انتحرت؛ لأنّ أباها لم يشترِ لها غرفة نوم !!!

وزوجة اكتأبت؛ لأنّ زوجها لم يشترِ لها هاتفاً أو لم يخرجها في رحلة!!!

وابن هرب من البيت؛ لأنّ أباه لم يشترِ له سيارة!!!!

تكالب على الدنيا … سكرى في حبها… تعلق بزخارفها … تفان في ملذاتها … تقاتل على حطامها…

ثم نشتكي الضيق والهم!!!

نعم سيدخل الضيق صدورنا… ويغمر الهمّ قلوبنا… وتعلو الأحزان وجوهنا … وتسيل الدموع من أعيننا … وستموت قلوبنا في صدورنا …. إذا كان هذا مع الدنيا حالنا !!!!

قال تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حَرَج لضلاله، وإن تَنَعَّم ظاهره، ولبس ما شاء وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه في ضنك وشقاء وهم وعذاب.

هل تريد أن تعرف حقيقة الدنيا ؟

 فتأمل قول الله تعالى:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد:20].

هل تريد أن تعرف أثر التعلق في هذه الدنيا ؟

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ماكتب له” رواه ابن ماجه(4105).

يا عبد الله: الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غمّ ساعة, فكيف بغمّ العمر.

يا ابن آدم: شهوات الدنيا كلعب الخيال, فلا تتبع نفسك خيالا  لا يريح البال.

يا من أراد نجاة نفسه: ما مضى من الدنيا أحلام , وما بقي منها أماني, فلا تضيع الوقت بين أضغاث أحلام وأماني لا حقيقة لها .

مثل العبد في الدنيا ….

 كمثل مسافر والسفر مبني على مشقة لا محالة , فتحمل مشقة فانية لراحة باقية دائمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ما لي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها”. رواه أحمد(2744).

يا مسكين ….

أفِي دَارِ الخَــــرَابِ تَظلُّ تَبنِي

 ***  وتَعــــــــمُرُ؟ مَا لِعُمــــــرَانٍ خُلِقتَا!

وَمَا تَركَتْ لَكَ الأَيَّامُ عُـذرًا

 ***  لَقَد وَعَظَتْكَ لَكِنْ مَا اتَّعَظتَا!

 

حقيقة الدنيا ….

هي الـــــــــــــــدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ و العَنــــــــــــا  *** سريعٌ تقضِّيــها قـــــــــــــــــــريـبٌ زوالُهـا
مياسيرُهـــــــــــــا عُسْرٌ وحــــــــــــــــــــــــزْنٌ سرورُهـا  *** وأرباحُهـا خُسْرٌ ونَقْـصٌ كمالُها
إذا أضحكَتْ أبكتْ و إنْ رام وصْلَها  ***  غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصـــــالِهـا
فأســـــــــــــألُ ربـي أن يحـــــــــــــــــــــــوْلَ بحـــــــــــــــوله  *** وقوَّتِـــــــــــــــــــــــــــه بيـني وبيـنَ اغتيالِـها

 

نصيحة محب…

اطْـرَحِ الـدُّنيا فَمـنْ عَـادَاتهِا

 ***  تَخفِـضُ العاليْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ


قل للدنيا….

الآنَ يا دُنيا عَــــــــــــــــــــرَفتــــُكِ فَاِذهَبي  *** يا دارَ كُــــــــــــــــــلِّ تَشــــَتُّتٍ وَزَوالِ
وَالآنَ صـــــــــــــــــارَ لي الزَمـــــــانُ مُؤَدَّباً  *** فَغَـــــــــــــــــــدا عَلَيَّ وَراحَ بِالأَمثالِ
وَالآنَ أَبصَرتُ السَبيلَ إِلى الهُدى  *** وَتَفَرَّغَت هِمَمي عَنِ الأَشغال

 

إياك و الاغترار بالدنيا….

قال تعالى:{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه:131]

تفسير للآية مهم فارعه سمعك….

لا تمد عينيك معجبًا، ولا تكرر النظر مستحسنًا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابًا بأبصار المعرضين، ويتمتع بها – بقطع النظر عن الآخرة – القوم الظالمون، ثم تذهب سريعًا، وتمضي جميعًا، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارًا، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها، ومن هو أحسن عملًا … { وَرِزْقُ رَبِّكَ }  العاجل من العلم والإيمان وحقائق الأعمال الصالحة والآجل من النعيم المقيم والعيش السليم في جوار الرب الرحيم { خَيْرٌ } مما متعنا به أزواجا في ذاته وصفاته { وَأَبْقَى } لكونه لا ينقطع أكلها دائم وظلها.”ينظر تفسير السعدي