الاستغفار - فضلُه وأسبابُه


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

    الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتم الأنبياء والمرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، وبعدُ:

قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر:53].

وقال الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ}[الزمر:54].

وقال تعالى في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ)(1).

 

أولاً: فضـلُ المغفـرة:

1- مغفرةُ الذنوب صفةٌ من صفات الله: فاللهُ عز وجلَّ هو الغفورُ ذو الرحمة، وهو عزّ وجلَّ غافرُ الذنب وقابلُ التوب، وهو عزَّ وجلَّ واسعُ المغفرةِ، وهو العزيزُ الغفَّار.

2- دعوةُ الله إلى المغفرةِ دليلٌ على فضلها: فقد دعا اللهُ عز وجل إلى الجنّةِ، ودعا إلى المغفرةِ، بل أمرنا بالمسارعة والمسابقةِ إليهما، قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}[الحديد:21]، وقال عزّ وجلَّ: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران:133].

 

3- دعوةُ الأنبياء دعوةٌ للمغفرة:

* قال الله تعالى عن نوح: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ}[نوح:7].

* وقال الله تعالى عن هود: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}[هود:52].

* وقال الله تعالى عن صالح: {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[النمل:46].

* وقال تعالى عن محمد صلى الله عليه وسلم: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}[هود:3].

4- حرمانُ الشيطانِ من المغفرةِ والإنعامُ على بني آدم بها دليلٌ على عظمها وفضلها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي)(2).

5- تسهيلُ الله التوبةَ لأمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فبنو إسرائيل كانت توبتُهم بقتل أنفسهم، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}[البقرة:54].

أما لأمَّة محمد صلى الله عليه وسلم: فالندمُ على فِعل المعصيةِ توبةٌ، كما في الحديث الصحيح: (الندمُ توبةٌ)(3).

6- سؤالُ الأنبياء المغفرة لعظمها وفضلها:

  قال ابنُ تيمية: (ذهب أكثرُ علماء الإسلام وجميع الطوائف، أن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر)(4)، قال تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}[الفتح:2]، وكذا دعاء الأنبياء وطلبهُمُ للمغفرة من الله تعالى.

7- شغلُ الصالحين: الاستغفار عُقَيبَ الطاعات وفي كلِّ حينٍ:

قال ابنُ القيمّ رحمه الله: (وأربابُ العزائمِ والبصائرِ أشدَّ ما يكونون استغفاراً عقيب الطاعات، لشهودهم تقصيرَهم فيها، وتركِ القيام لله بها كما يليق بجلاله، قال تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}[آل عمران:17].

وفي الصحيح: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا سلَّم من الصلاة استغفر ثلاثاً(5)، وهكذا في خاتمة الوضوء كان يقول بعد فراغه (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، أستغفِرُك وَأَتُوب إِلَيْك)(6).


 

ثانياً: أحوالُ الاستغفار:

الاستغفارُ: هو طلبُ المغفرةِ من الله، واعترافٌ بالذنب والتقصير، ويُشرعُ في أحوال ومواضع منها:

أولاً: عند الذنب: وهو هنا اعترافٌ بالذنب، وسؤالُ الله أن يمحوَ أثره، وحين عصى آدمُ ربَّه قال: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[الأعراف:23].

* وحين قَتَلَ موسى رجلاً قال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[القصص:16].

* وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمِ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء:110].

* وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي (وبعد الثالثة) قال: غَفَرْتُ لِعَبْدِي (ثَلاَثًا)، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ)(7).

ثانياً: بعد الطاعة: كالاستغفار ثلاثاً بعد الصلاة، والحديث رواه مسلم(8)، وبعد الفراغ من الوضوء (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ....)(9) وهكذا.

ثالثاً: في كل وقتٍ وحين: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»)(10).

* كذلك حديثُ سيّد الاستغفار: (مَنْ قَالَهَا(11) مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ)(12).

* وفي الحديث الصحيح: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ تَسُرُّهُ صَحِيفَتُهُ فَلْيُكْثِرْ فِيهَا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ)(13).

* وفي الحديث الصحيح (طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا)(14).

قال ابن ُتيمية: (الاستغفارُ يُخرجُ العبدَ من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب، فإن العابد لله يحتاجُ إلى الاستغفارِ آناء الليل وأطراف النهار، بل هو مضطرٌ إليه دائماً في الأقوال و الأحوال، في الغوائب والمَشَاهِدِ لما فيه مِن المصالح، وجلب الخيرات ودفعِ المضرَّات)(15).

 

ثالثاً: أسبابُ المغفرةِ:

هناك أسبابٌ كثيرةٌ لمغفرةِ الذنوبِ: منها ما يكونُ سبباً لتكفير الذنوب المتقدمة والمتأخرة معاً، ذكر كثيراً منها الإمام الحافظ ابن حجر في كتابه (معرفة الخصالِ المكفِّرةِ للذنوب المقدَّمةِ والمؤخرة)، ومنها ما يكون سبباً لتكفير الذنوب المتقدِّمة، ومنها موجبات دخول الجنّة، أو أسبابٌ لعتق العبد أو تحريمه على النّار، ومنها أسبابٌ لتكفير الكبائر والصغائر معاً، ومنها ما هو خاصٌ لتكفير الصغائر فقط.

 

وأهم الأسباب والخصال المكفِّرةِ للذنوب:

1- إسباغُ الوضوء: قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، غُفِرَ لَهُ مَا خَلَا مِنْ ذَنْبِهِ)(16).

وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ، غُفِرَ لَهُ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ)(17).

 وقال عليه الصلاة والسلام: (إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ)(18).

قال ابنُ حجر عن الوضوء ومغفرتِه للذنوب: (ظاهرُه يعمُّ الكبائر والصغائر، لكنَّ العلماء خصُّوه بالصغائر لوروده مقيداً باستثناء الكبائر في هذه الرواية، وهو في حق من له كبائر وصغائر)(19).

2- صيام رمضان إيماناً واحتساباً: وقيامُه، وقيامُ ليلةِ القدر كذلك.

3- الحمدُ عَقِبَ الأكلِ واللُّبْس: عن معاذِ بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَكَلَ طَعَامًا، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا، وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي، وَلَا قُوَّةٍ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ)(20).

4- من مات له ثلاثةٌ من الولد أو اثنان وصبر واحتسب: عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنْ أَوْلَادِهِمَا لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُمَا)(21).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَمُوتُ لِإِحْدَاكُنَّ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَحْتَسِبَهُ، إِلَّا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ» فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَيْنِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «أَوِ اثْنَيْنِ»)(22).

5- مَنْ عال ثلاثَ بناتٍ أو أخواتٍ، وأحسن إليهنَّ: فعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(23).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي يَعُولُ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ)(24).

6- الذبُّ عن عِرْض المسلم: عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(25).

7- حسنُ الخلُق: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ سَهْلاً هَيِّناً لَيِّناً حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ)(26).

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ بَذْلَ السَّلَامِ، وَحُسْنَ الْكَلَام)(27).

8- المكثُ في المساجد بعد الصلوات، والمشيُ على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغُ الوضوء على المكاره: فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَفَّارَاتُ الْخَطَايَا، إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ)(28).

9- الذكرُ دبر كُلِّ صلاةٍ: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)(29).

10-الحجُّ المبرور: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)(30).

وعن جابر قال رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَدِيمُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذَّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ)(31).

11- مسحُ الحجر الأسود والركنِ اليماني: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مَسْحَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، وَالرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ يَحُطَّانِ الْخَطَايَا حَطًّا)(32).

12- الاجتماعُ على ذكر الله: فعن سهلِ بنِ الحنظليَّة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ عَلَى ذِكْرٍ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ إِلاَّ قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُوراً لَكُمْ)(33).

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، فَيَقُومُونَ حَتَّى يُقَالَ لَهُمْ قُومُوا، قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وبُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ)(34).

13- قول : سبحان الله وبحمده مائه مرّة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ)(35).

14- قول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر: فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، تَنْفُضُ الْخَطَايَا كَمَا تَنْفُضُ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا)(36).

15- تعليمُ الناسِ الخيرَ : فعن أبي أُمامةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)(37).

16- مرضُ الإنسان، وصَرَعُهُ منه، إذا صبر واحتسب:

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا ابْتَلَى اللَّهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، قَالَ اللَّهُ: اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، فَإِنْ شَفَاهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ، وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ)(38).

* وعن شداد بن أوسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِذَا ابْتَلَيتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا، فَحَمِدَنِي وَصَبَرَ عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ بِهِ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ لِلْحَفَظَةِ: إِنِّي أَنَا صَبَّرْتُ عَبْدِي هَذَا وَابْتَلَيْتُهُ، فَأَجْرُوا لَهُ مَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قَبْلَ ذَلِكَ وَهُوَ صَحِيحٌ)(39).

17- التوحيدُ: عن أبي ذرِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ الله تَعَالى مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزْيَدُ، وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَجَزَاؤُهَا مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ وَمَنْ عَمِلَ قرَابَ الأَرْضِ خَطِيئَةً ثُمَّ لَقِيَنِي لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئاً جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً)(40).

18- خشيةُ الله وشكرُهُ، والتوكُل عليه ومراقبتُه، والحياءُ منه: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}[الملك:12].

19- الآذانُ والإقامةُ، والصلاةُ بالناس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ)(41).

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً)(42).

20- اجتنابُ الكبائر: قال تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}[النساء:31].

21- رحمةُ الحيوانِ: في صحيح البخاري مرفوعاً: (غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ، مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنَ المَاءِ، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ)(43).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَحِمَ، وَلَوْ ذَبِيحَةَ عُصْفُورٍ رَحِمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(44).

22- عمل الحسنات بعد الذنب ولو كانَ كبيراً: قال صلى الله عليه وسلم: )وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا)(45).

23- عملُ الصالحات: قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}[المائدة:9].

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 


 

(1) صحيح مسلم برقم (2577).

(2) مسند أحمد برقم (11237)، وهو في صحيح الجامع برقم (1650).

(3) مسند أحمد برقم (3568)، وهو في صحيح الجامع برقم (6802).

(4) مجموع الفتاوى: (4/319).

(5) في صحيح مسلم برقم (519) عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ».

(6) في عمل اليوم والليلة للنسائي برقم (81)، والصواب أنه موقوف.

(7) رواه البخاري برقم (7507)، ومسلم برقم (2758).

(8) تقدَّم تخريجه.

(9) تقدَّم تخريجه.

(10) رواه أبو داوود برقم (1516)، والترمذي برقم (3434)، وهو في صحيح الجامع برقم (3486).

(11) أي: كلمات وألفاظ هذا الدعاء.

(12) صحيح البخاري برقم (6306).

(13) شعب الإيمان للبيهقي برقم (639)، وهو في صحيح الجامع برقم (5955).

(14) سنن ابن ماجه برقم (3818)، وهو في صحيح الجامع برقم (3930).

(15) الفتاوى (11/670-702).

(16) صحيح مسلم برقم (232).

(17) في مسند أحمد وسنن النسائي وابن ماجه برقم (1396) وهو في صحيح الجامع برقم (6172).

(18) مسند أحمد والطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (448).

(19) فتح الباري (1/313).

(20) رواه أحمد برقم (15633)، والأربعة، والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع والإرواء (1989).

(21) رواه أحمد برقم (21341)، والنسائي وابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع (5779) .

(22) صحيح مسلم برقم (2632).

(23) رواه أحمد وابن ماجه برقم (3669)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6488).

(24) شعب الإيمان للبيهقي برقم (10511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5372).

(25) مسند أحمد، وسنن الترمذي برقم (1931)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6262).

(26) رواه الحاكم والبيهقي والطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6484).

(27) رواه الطبراني برقم (469)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2232).

(28) سنن ابن ماجه برقم (428)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (4489).

(29) صحيح مسلم برقم (597).

(30) صحيح البخاري برقم (1521).

(31) المعجم الأوسط للطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (253).

(32) المعجم الكبير للطبراني برقم (13438)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2194).

(33) كنز العمال برقم (10427)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5507).

(34) المعجم الكبير للطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5610).

(35) متفق عليه: أخرجه البخاري برقم (6405)، ومسلم برقم (2691، 2692).

(36) مسند أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، والترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (2089).

(37) المعجم الكبير للطبراني برقم (7912)، وأصله عند أحمد والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1838).

(38) مسند أحمد برقم (12503)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (258).

(39) المعجم الأوسط للطبراني برقم (4709)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (4300).

(40) أصله في صحيح مسلم برقم (2687)، وصححه الألباني بهذا اللفظ في صحيح الجامع برقم (8141).

(41) مسند أحمد، والسنن الكبرى لنسائي برقم (1622)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1841).

(42) سنن ابن ماجه برقم (728)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6002).

(43) صحيح البخاري برقم (3321).

(44) المعجم الكبير للطبراني برقم (7915)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6261).

(45) مسند أحمد، والترمذي برقم (1987)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (97).