فضائل وآداب سماع القرآن


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد؛

فإننا نحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام، ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل، كما نسأله عز وجل أن يجعل ذلك في موازين أعمالنا يوم القيامة، كتابة اليوم بعنوان: فضائل وآداب سماع القرآن.

 إن فضل القرآن العظيم وشرفه وعلوّ مكانته أمر لا يخفى على المسلمين، فهو كتاب الله عز وجل، هو كلام خالق الخلق أجمعين، ولقد اقتضت سنة الله عز وجل في خلقه أن يكون سماعهم واتباعهم للقرآن العظيم سببا لنجاتهم، والبشرية بأسرها في حاجة إلى نور القرآن لتصان كرامة الإنسان، وأشد الناس احتياجاً إليه هم المسلمون، ذلك أنهم لا يستطيعون أن يواجهوا مشاكل عصرهم وزمانهم إلا بالقرآن العظيم، يعتصمون به ويتلونه ويسمعونه ويقيمون أحكامه في حياتهم، ومن هنا كانت أهمية هذا الموضوع -موضوع الكتابة فضائل وآداب سماع القرآن-، والقرآن هجره كثير من المسلمين، هجروا القرآن استماعا، ارتبط استماع القرآن في أذهان كثير من الناس بالأحزان والمآتم بل أقبل الناس على سمع اللهو والغناء ومزمار الشيطان، وهجروا سماع القرآن العظيم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

من هنا تأتي هذه الكتابة لحث المسلمين على الرجوع إلى كتاب ربهم وتلاوة كلام الله عز وجل، والاستماع لهذا القرآن العظيم.

 الاستماع للقرآن العظيم له آداب وله أحكام، فنتكلم من خلال هذه الكتابة عن تعريف السماع لغة واصطلاحا، وأقسام الناس في سماع القرآن، ومظاهر هجر سماع القرآن، وعدم الاستماع له نذكر بعضا من آداب استماع القرآن، وبعضا من فضائل استماع القرآن، وما هو حكم الاستماع للقرآن؟

 في البداية نذكر تعريف السماع في لغة العرب، في لسان العرب كل ما ذكره علماء اللغة في معنى السماع قالوا: السماع في اللغة مصدر مشتق من الفعل سمع الذي يدل على إدراك شيء بالأذن، كما قال عز وجل: ﵟأَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ ٣٧ﵞ ﵝق : ﵗﵓﵜ، يقال سمع الشيء سمعا وسماعا، وقد يجمع على أسماع.

 أما استعمالات السمع في القرآن فجاءت لعدة معان تتعلق بموضوع الكتابة، فيأتي السمع في القرآن بمعنى القبول والعمل، كما قال تعالى : ﵟ وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ ٨١ﵞ ﵝالنَّمۡل : ﵑﵘﵜ، فهنا بمعنى القبول والعمل تسمع إلا من يؤمن بها ما تسمع إلا من يؤمن بها، وأراد بالإسماع ها هنا القبول والعمل بما يسمع؛ لأنه إذا لم يقبل ولم يعمل به فهو بمنزلة من لم يسمع، أيضا يأتي السمع في القرآن بمعنى الاستجابة يأتي السمع في الشرع بمعنى الاستجابة كما في قول المصلي: سمع الله لمن حمده أي: أجاب الله حمده وتقبله، كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: « اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع » ([1]) ، لا يسمع أي لا يستجاب ولا يعتد به، فكأنه غير مسموع، أيضا يأتي في القرآن السمع يعبر عنه تارة عن الأذن كما في قوله عز وجل: ﵟخَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡﵞ ﵝالبَقَرَةِ : ﵗﵜ أي طبع عليها بطابع لا يدخلها الإيمان فلا يسمعون ما يفيدهم، ويعبر أيضا بالسمع تارة عن الفعل إدراك الشيء بالأذن كما في قوله عز وجل: ﵟ إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ ٢١٢ﵞ ﵝالشُّعَرَاء : ﵒﵑﵒﵜ  يعني عن الفعل، وهكذا يعبر بالسمع تارة عن الفهم كما في قولهم لم تسمع ما قلت أي: لم تفهم، وذلك كما في قوله تعالى: ﵟسَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاﵞ ﵝالبَقَرَةِ : ﵕﵘﵒﵜ  أي فهمنا وسمعنا، هكذا كما في قول الله عز وجل: ﵟ وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمۡ خَيۡرٗا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ ٢٣ﵞ ﵝالأَنفَال : ﵓﵒﵜ  أي: أفهمهم بأن جعل لهم قوة يفهمون بها.

 أما سماع في اصطلاح العلماء فقد عرفه الحافظ المناوي رحمه الله كما في مقدمة فيض القدير شرح الجامع الصغير قال: «السماع فهم السامع ما كشف به من البيان» والمقصود هنا سماع التدبر والتفكر لا مجرد السماع، وابن القيم رحمه الله له كلام أيضا في كتابه مدارج السالكين يقول: «وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع، وتحريكه عنها طلبا وهربا وحبا وبغضا» ([2]) ، ثم أيضا نقول فالاستماع كما مر هو: قصد السماع بغية فهم المسموع أو الاستفادة منه، الاستماع للقرآن وقصد السماع بغية فهم المسموع والاستفادة من المسوع الذي يتلى، وهنا فائدة الفرق بين السماع والاستماع والإنصات للقرآن، السماع هو مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها انتباها مقصودا، قد يكون السماع بقصد أو بدون قصد، فالإنسان يسمع كل ما يقال حوله، وقد ينتبه إلى ما يسمع وقد لا ينتبه هذا معنى السماع، أما الاستماع فهو مهارة يعطي فيها المستمع اهتماما خاصا اهتماما مقصودا لما تتلقاه أذنه من أصوات، فهو أعلى من السماع، ومرتبة الاستماع أعلى من السماع لأن الاستماع لابد أن يتوفر فيه القصد، ولذلك أمرنا الله عز وجل عند تلاوة القرآن إذا تلي القرآن علينا فقال الله عز وجل: ﵟفَٱسۡتَمِعُواْﵞ ﵝالأَعۡرَاف : ﵔﵐﵒﵜ  ولم يقل: اسمعوا قال: ﵟفَٱسۡتَمِعُواْﵞ، أما الإنصات فهو مرتبة أعلى من السماع والاستماع لأن فيه تركيزا أكبر من الانتباه والإصغاء والسكون من أجل هدف محدد، إذًا فيه انتباه إصغاء سكون هذا هو الإنصات؛ لذلك قال عز وجل: ﵟفَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْﵞ ﵝالأَعۡرَاف : ﵔﵐﵒﵜ  للقرآن، فالإنصات هو المرتبة الأعلى فيه تركيز أكبر تستقبل الأذن المسموع، ويعطي أيضا المستمع اهتماما خاصا بل يكون فيه تركيز أكبر من الانتباه والإصغاء والسكون، هذه فائدة تتعلق أيضا بموضوع سماع القرآن.

 نتكلم عن مسألة مهمة وهي أقسام الناس في سماع القرآن، انقسم الناس مسلمهم وكافرهم برهم وفاجرهم في سماعهم للقرآن إلى أربعة أصناف، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (أول المجلد السادس عشر في ست صفحات) تكلم عن أقسام الناس في سماع القرآن:

الصنف الأول من الأصناف الأربعة: معرضٌ ممتنعٌ عن سماع القرآن، وهؤلاء هم أئمة الكفر كما قال الله عز وجل فيهم: ﵟ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ ٢٦ﵞ ﵝفُصِّلَت : ﵖﵒﵜ، هؤلاء أئمة الكفر معرض ممتنع عن سماع القرآن هذا الصنف الأول.

 الصنف الثاني: سمع الصوت ولم يفقه المعنى، وهؤلاء هم عامة الكفار من المشركين وأهل الكتاب والمنافقين، وأمثلة ذلك كثيرة في الآيات القرآنية، قال عز وجل: ﵟوَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَۖ وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاﵞ ﵝالأَنۡعَام : ﵕﵒﵜ  إلى آخر هذه الآيات، مثل هؤلاء يسمعون الصوت ولا يفقهون المعنى، وهؤلاء شرٌ عند الله عز وجل من شرار الدواب؛ لأن الله عز وجل أعطاهم أسماعا وأبصارا وأفئدة ليستعملوها في طاعة الله، فاستعملوها في معاصيه هؤلاء لا خير فيهم، كما قال الله عز وجل: ﵟإِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ٢٢ وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمۡ خَيۡرٗا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّ هُم مُّعۡرِضُونَ ٢٣ﵞ ﵝالأَنفَال : ﵒﵒ - ﵓﵒﵜ، فدلت الآيات على أنه ليس كل من سمع وفقه يكون فيه خير بل قد يكون يفقه ولا يعمل بعلمه ولا ينتفع به ولا يكون فيه خير.

 الصنف الثالث من أقسام الناس في سماع القرآن: فقه المعنى ولم يقبله، وهؤلاء اليهود كما أخبر الله عز وجل عنهم: ﵟمِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَيَقُولُونَ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَٱسۡمَعۡ غَيۡرَ مُسۡمَعٖ وَرَٰعِنَا لَيَّۢا بِأَلۡسِنَتِهِمۡ وَطَعۡنٗا فِي ٱلدِّينِﵞ ﵝالنِّسَاء : ﵖﵔﵜ إذًا هؤلاء فقهوا المعنى ولم يقبلوه، ولا يقتصر الأمر على اليهود فقط في هذا الصنف الثالث من فقه المعنى ولم يقبله ولم يقبل القرآن، لا يقتصر على هؤلاء، ففي عالمنا اليوم نجد طوائف من العلمانيين والعقلانيين وغيرهم الذين يفقهون المعنى ولا يقبلونه، منهم من يفقه المعنى ولم يقبله.

 الصنف والأخير من أقسام الناس في سماع القرآن: سمع القرآن سماع فقه وقبول، هؤلاء هم المؤمنون بالقرآن العظيم، منقادون له ظاهرا وباطنا، وقد أثنى الله عز وجل عليهم في مواضع كثيرة في القرآن، منها قوله عز وجل: ﵟوَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّﵞ ﵝالمَائـِدَة : ﵓﵘﵜ، والله عز وجل يقول: ﵟوَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ١٢٤ﵞ ﵝالتَّوۡبَة : ﵔﵒﵑﵜ آيات كثيرة، هذه أقسام الناس في سماع القرآن.

 نتكلم عن مظاهر هجر القرآن وعدم الاستماع له، ما هي مظاهر عدم الاستماع للقرآن؟ من مظاهر هجر استماع القرآن لدى الكفار تارة بالإعراض عن سماع القرآن، كما أخبر الله عز وجل عنهم في كتابه: ﵟوَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ عَنۡهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُﵞ ﵝالكَهۡف : ﵗﵕﵜ إذًا من مظاهر هجر استماع القرآن لدى الكفار الإعراض عن سماع القرآن الاستكبار عن سماع القرآن، كما قال تعالى: ﵟ وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسۡتَكۡبِرٗا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَا كَأَنَّ فِيٓ أُذُنَيۡهِ وَقۡرٗاۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٧ﵞ ﵝلُقۡمَان : ﵗﵜ ، الاستكبار عن سماع القرآن، ومن مظاهر هجرة القرآن لدى الكفار: التواصي بعدم سماع القرآن قال تعالى: ﵟ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ ٢٦ﵞ ﵝفُصِّلَت : ﵖﵒﵜ لا تستمعوا يتواصون بعدم سماع القرآن، ومن مظاهر أيضا هجر سماع القرآن عند الكفار التعامي التصامّ عن القرآن، قال تعالى: ﵟ وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يَعۡقِلُونَ ٤٢ﵞ ﵝيُونُس : ﵒﵔﵜ، وهكذا أيضا من المظاهر الاستهزاء حال سماع القرآن، قال عز وجل: ﵟ وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا قَالُواْ قَدۡ سَمِعۡنَا لَوۡ نَشَآءُ لَقُلۡنَا مِثۡلَ هَٰذَآ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٣١ﵞ ﵝالأَنفَال : ﵑﵓﵜ، استهزاء عند سماع القرآن الضجر والتأفف، بغض سماع القرآن وكراهية قارئه، وهكذا التهاون والتغافل عن سماع الوحي، هذه كلها مظاهر هجر استماع القرآن لدى الكفار.

 أما مظاهر هجر استماع القرآن لدى المسلمين؛ لأن هجر استماع القرآن لا يقتصر على الكفار أو المنافقين بل يتعداه إلى فئات من المسلمين الذين تشبهوا بهؤلاء بإعراضهم عن سماع القرآن مع إيمانهم به، وهذا الإعراض عن سماع القرآن لدى المسلمين في عدة مظاهر:

 فمن مظاهر هجر استماع القرآن لدى المسلمين التشاغل بالغناء والمعازف عن استماع القرآن، وابن القيم رحمه الله فصّل كثيرا في هذه المسألة كما في إغاثة اللهفان، ووصف لنا تأثير الغناء على الناس في صدهم عن استماع القرآن العظيم، فقال رحمه الله: «ومن مكايد عدو الله ومصايده، التي كاد بها من قلّ نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء، والتصدية، والغناء بالآلات المحرمة، الذي يصد القلوب عن القرآن» ([3])،إلى أخر كلامه، ويضيف ابن القيم رحمه الله أيضا في موضع آخر أيضا من كتابه إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، قال هناك رحمه الله مبينا الفرق بين ذوق السابقين من السلف الصالح المتمثل في حب استماع القرآن وبين المتأخرين، كثير من المتأخرين المتمثل في حب سماع مزمار الشيطان قال: والسلف الصالح كانوا يجدون الأذواق الصحيحة المتصلة بالله في الأعمال الصحيحة المشروعة وفي قراءة كتاب الله عز وجل وتدبره واستماعه وفي مزاحمة العلماء بالركب وإلى غيرها إلى آخر كلامه، ويقارن بين هؤلاء الذين يستمعون القرآن وبين غيرهم من استبدل سماع القرآن بسماع المعازف والغناء وغيرها، ومن أراد يرجع إلى كلامه يرجع في إغاثة اللهفان في المجلد الأول.

 إذًا من مظاهر هجر سماع القرآن لدى المسلمين التشاغل بالغناء والمعازف عن استماع القرآن، كذلك أيضا سماع الطرب، من مظاهر هجر استماع القرآن طرب السماع إلى صوت القارئ، القارئ للقرآن الانفعال بجمال الصوت وعذوبته الاشتغال به، سماع الصوت سماع الطرب هذا، الاستماع به عن تدبر آياته والانتفاع به فلا يتعظون في مواضع العظة ولا ينتهون في مواضع النهي بل أشد من ذلك تراهم ينفعلون برفع الأصوات بعبارات مثل: الله الله، الله يفتح عليك يا سلام زدنا يا سيدنا، وهكذا يقولون، هذا سماع الطرب لأنه يطربهم فلا يستمعون القرآن استماع فهم وتدبر، وإنما استماع سماع صوت القارئ الانفعال بجمال الصوت، وهذا أيضا مظهر من مظاهر هجر استماع القرآن، كذلك من المظاهر التشاغل عن استماع القرآن تراهم يتحدثون يضحكون ربما تلفظوا ببذيء الكلام والقرآن يتلى على مسامعهم أو يلعبون النرد أو الألعاب الأخرى والقرآن يتلى أو يسب أحدهم الآخر ويشتم والقرآن يتلى على مسامعه، التشاغل عن استماع القرآن، القرآن يتلى وهم مشغولون عنه، هذا مظهر من مظاهر هجر استماع القرآن، فنسأل الله عز وجل أن يهدي الجميع إلى الرجوع إلى سماع القرآن الكريم.

 نأتي أيضا لمسألة أخرى: آداب استماع القرآن، لا شك أن الله عز وجل أمر النبيين والمؤمنين بالاستماع، والله عز وجل يقول: ﵟ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ﵞ ﵝالأَنفَال : ﵒﵜ ،ﵟ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا ﵞ فهذا أمر وترغيب في الاستماع للقرآن الاستماع الصحيح، بل من أهل العلم كسفيان الثوري وغيره قد جعل بداية العلم المؤدي إلى العمل جعل الاستماع الصحيح للقرآن هو بداية العلم المؤدي إلى العمل، قال رحمه الله: «أول العلم الاستماع، ثم الإنصات ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر» ([4])، إذًا القارئ والسامع شريكان في فضل التلاوة وآدابها إلا أن القارئ لانشغاله بنطق الآيات ومخارج الحروف وحرصه على النطق الصحيح وخوفه الخطأ وخاصة إذا كانت قراءته في جمع من الناس، فله آداب والقارئ آلته اللسان، أما المستمع فآلته الأذن يسمع من أذنه التي تصب في القلب والعقل، فأذنه تسبق قلبه فلهذا الاعتبار له آداب خاصة بالمستمع وبشكل عام أن آداب الاستماع هي آداب التلاوة مع بعض الفروق بينهما بسبب ظروف السماع.

وقد ذكر العلماء آداب استماع القرآن منها: تعظيم المتكلم ينبغي لسامع القرآن أن يحضر هو في قلبه المتكلم فهو رب الأرباب مالك كل شيء قيوم السموات والأرض سبحانه وتعالى، القارئ يستحضر في قلبه عظمة المتكلم عز وجل، يستحضر صفات الكمال والجمال والجلال في قلبه وهو يستمع إلى كلام رب العزة سبحانه وتعالى، هذا الأدب مهم جدا من آداب استماع القرآن تعظيم المتكلم.

 الأدب الثاني: استشعار عظمة الكلام وعلوه، يستشعر عظمة القرآن أن العظمة للقرآن هي من عظمة المتكلم به سبحانه وتعالى، فهو ليس كلام البشر لا يقاربه كلام أحد من البشر بوجه من الوجوه كلام رب العالمين، يستشعر عند الاستماع للقرآن تعظيم المتكلم استشعار عظمة الكلام وعلوه.

 الأدب الثالث: حضور القلب عند السماع، حضور القلب يكون القلب متأهبا في شوق إلى تلقي ما تسمعه الأذن، لا ينصرف عنه فقد تكون الأذن سامعة والقلب مشغول بهموم أو بخواطر، لذلك ينبغي على مستمع القرآن أن يطرد حديث النفس أثناء استماعه.

الأدب الرابع من آداب استماع القرآن: تدبر المسموع بعد حضور القلب مباشرة ربما لا يتفكر في غير القرآن لكنه يقتصر على سماعه دون تدبر المقصود الأعظم من القراءة والسماع هو التدبر، تدبر القرآن والناس في انتفاعهم بالقرآن أحوال ذكرها ابن القيم رحمه الله أيضا في كتابه مدارج السالكين([5]) ، نذكرها باختصار أحوال الناس في انتفاعهم بالقرآن، قال رحمه الله: الناس ثلاثة: رجل قلبه ميت فذلك الذي لا قلب له فهذه ليست الآية ذكر في حقه، الثاني: رجل له قلب حي مستعد لكنه غير مستمع للآيات المتلوة قلبه مشغول عنها بغيرها فهو غائب القلب ليس حاضرا، هذا أيضا لا تحصل له الذكرى مع استعداده ووجود قلبه، رجل له قلب حي مستعد لكنه غير مستمع للآيات المتلوة هذا الثاني، الثالث يقول: رجل حي القلب مستعد تليت عليه الآيات فأصغى بسمعه وألقى السمع وأحضر قلبه ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهد القلب ملقي السمع، فهذا القسم هو الذي ينتفع بالآيات المتلوة، فالأول رجل قلبه ميت الأول يقول بمنزلة الأعمى الذي لا يبصر، الثاني الذي هو رجل له قلب حي مستعد لكنه غير مستمع للآيات الثاني يقول: بمنزلة البصير الطامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه فكلاهما لا يراه، الثالث كما أشار هو رجل حي القلب مستعد تليت عليه الآيات فأصغى بسمعه وألقى السمع وأحضر قلبه لم ينشغل بغيره فهم ما يسمعه هذا الثالث يقول: بمنزلة البصير الذي قد حدق إلى جهة المنظور وأتبعه بصره وقابله على توسط من البعد والقرب فهذا هو الذي يراه.

 أيضا من آداب استماع القرآن ذكرنا أربعة: تعظيم المتكلم، استشعار عظمة الكلام وعلوه، حضور القلب عند السماع، تدبر المسموع.

 الخامس من آداب استماع القرآن: تفهم الآيات المسموعة، يتأمل معاني أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله.

 الأدب السادس: التخلي عن موانع الفهم لأن كثيرا من الناس من يتلو القرآن أو يستمع للقرآن لكن توجد موانع للفهم، أن تكون الهمة منصرفة إلى تحقيق الحروف، يستمع السامع وهمه منصرف إلى تتبع القارئ كيف يخرج الحروف من مخارجها، هذه من موانع الفهم للقرآن، يكون مقلدا لمذهب سمعه بالتقليد جمد عليه ثبت في نفسه التعصب له بمجرد الاتباع للمسموع من غير وصول إليه بصيرة ومشاهدة، يقلد مذهبا سمعه يقلد هذا المقلد لمذهب جمد عليه، فهذا من موانع الفهم، أو أن يكون مصرا على ذنب متصفا بكبر أو مبتلى بهوى في الدنيا مطاع بسبب ظلمة القلب فيه صدأ في قلبه هذا من موانع فهم القرآن، يعتقد حصر معاني آيات القرآن فيما تلقنه من تفسير، لا ينظر إلى التفاسير الأخرى لا يفهم المعنى إلا بفهم واحد.

 

الأدب السابع من آداب استماع القرآن: أن يقدر في نفسه أنه هو المقصود بكل آية سمعها فإن سمع أمرا أو نهيا فليستشعر أنه المقصود بذلك الأمر أو النهي، إن سمع وعدا أو وعيدا قدر كذلك أنه الموعود أو المتوعد وإن سمع قصص الأولين في القرآن قدر أنه المقصود بسياق العبر والعظات وحسن الأخلاق التي بها يقوم نفسه على هداها، إذًا هذا أدب مهم للمستمع للقرآن يقدر في نفسه أنه المقصود بكل آية سمعها، وقد أكد هذا المعنى الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله: «إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه فإنه خاطب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم» ([6]) .

 ثامنا من آداب استماع القرآن: التأثر بالآيات المسموعة، يتأثر قلبه بالآيات فإذا سمع آيات الترهيب خاف، يرتعد خوفا عند الوعيد وذكر النار ويستبشر فرحا عند الوعد وذكر الجنة، يطأطئُ رأسه خضوعا عند ذكر الله تعالى وأسمائه وصفاته، يخفض صوته وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالة الكفار ما يستحيل على الله عز وجل، كذكرهم لله تعالى ولدا وصاحبة وغير ذلك من الأمور الدالة على عدم تعظيمهم لله تعالى.

 تاسعا من آداب اجتماع القرآن: الترقي في استماع القرآن، يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله تبارك وتعالى لا من نفسه إن كان قارئا ولا من غيره إن كان سامعا.

 وأخيرا من آداب الاستماع للقرآن: التبرؤ من الحول والقوة حال السماع؛ إذ حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يتحاشى النظر إلى نفسه بعين الرضا والتزكية، فإذا سمع آيات الوعد والمدح للصالحين فلا يشهد لنفسه بالصلاح بل يتشوق إلى أن يلحقه الله عز وجل بهم، وإذا سمع آيات المقت وذم العصاة والمقصرين شهد على نفسه وقدر أنه المخاطب خوفا وإشفاقا، هذه آدابٌ عشرة من آداب الاستماع للقرآن.

 نذكر بعضا من فضائل استماع القرآن في أواخر هذه الكتابة.

 من فضائل استماع القرآن، هذا القرآن العظيم متعبد بسماعه لأنه كتاب مبارك ومن بركة أنه مصدر للخير العميم، فهو أيضا يتعبد بسماع القرآن، وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره، وأمر عبد الله ابن مسعود أن يقرأ عليه القرآن ويستمع له، فخشع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن منه، طلب استماع القرآن من القارئ حسن الصوت الذي يجيد التلاوة أمر متفق على استحبابه، فهو عادة الأخيار والصالحين من سلف هذه الأمة.

 استماع القرآن من فضائله أنه سبب لرحمة الله عز وجل، قال عز وجل: ﵟ وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ٢٠٤ﵞ ﵝالأَعۡرَاف : ﵔﵐﵒﵜ  فاستماع القرآن سبب لرحمة الله عز وجل للعبد، استماع القرآن سبب لهداية الثقلين، الله عز وجل بين ذلك أن هذا القرآن مصدر الهداية في الدنيا والآخرة، من تمسك به تلاوة واستماعا وتدبرا وعملا فلن يضل ولن يشقى، كما قال عز وجل: ﵟ إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ﵞ ﵝالإِسۡرَاء : ﵙﵜ، وهكذا أيضا من فضائل الاستماع للقرآن أنه سبب لخشوع القلب وبكاء العين، المؤمنون عند تلاوتهم لكتاب الله أو استماعهم تخشع قلوبهم تذرف عيونهم يقبلون على ربهم راغبين راهبين، ومن ذنوبهم مستغفرين، هذا أمر مهم جدا.

نتكلم في مسألة أخيرة من خلال هذه الكتابة عن حكم الاستماع للقرآن، فالأصل أن الاستماع إلى القرآن الكريم حين يقرأ هذا واجب، هذا هو الأصل إن لم يكن هناك عذر مشروع لترك الاستماع،

 وهذا القول هو قول أكثر المفسرين واستدلوا بقول الله عز وجل: ﵟ وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ٢٠٤ﵞ ﵝالأَعۡرَاف : ﵔﵐﵒﵜ، هذا أمر من الله عز وجل فهذا هو الأصل أنه واجب، الاستماع للقرآن إذا تلي إلا من كان عنده عذر مشروع لترك الاستماع وسنشير إلى بعض هذه الأعذار، فهذا الوجوب الذي ذكره أهل العلم وأكثر المفسرين مستدلين بهذه الآية هو مطلق أو مقيد عند أهل العلم؟، ولا شك أنه مقيد قد يؤدي حمل هذه الآية على ظاهرها والقول بالوجوب إلى حرج: ﵟ وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ٢٠٤ﵞ ﵝالأَعۡرَاف : ﵔﵐﵒﵜ فالآن إذا تلي القرآن وحملنا هذا الأمر بمطلقه على الوجوب يكون فيه حرج، قد يقرأ هذا القرآن بمحضر صانع في صنعته ويشتغل في صنعته ويتلى القرآن، فهذا يترك صنعته ويستمع إذا قلنا بالوجوب فيه حرج، أو مدرس مدرسة يشرح للطلاب وتلي القرآن فيترك تدريس هذا فيه حرج، أو في الجامعة مثلا فلو وجب عليهم وعلى أمثالهم الاستماع وجوبا مطلقا لوقع الناس في الحرج، وخاصة ما نراه أحيانا من قراءة القرآن في المساجد وفي الشوارع وعند بائعي أشرطة التسجيل، ثم قد يقرأ قارئ في الصلاة جهرا فهل يجب على الناس الاستماع له، ربما وقعت التلاوة بصوت مرتفع في أماكن الاشتغال يكون السامع في حالة اشتغال كالأسواق التي بنيت لتعاطي أسباب الرزق، أو البيوت في حالة انشغال أهل البيت في الكنس والطبخ والتنظيف وغير ذلك، هكذا نجد صورا كثيرة يقرأ فيها القرآن جهرا ولا يمكن الجمع بين استماع القرآن وأداء المصالح الأخرى، لا يمكن الجمع بينها في آن واحد فلم يجعل الله عز وجل قلبين في جوف البشر، ولذلك فالآية ليست على عمومها الظاهر مطلقا، والخلاصة من كلام أهل العلم بالنسبة للاستماع للقرآن يمكن الجمع بين الأقوال في مسألة الإنصات للقرآن بأن يقال الاستماع والإنصات للقرآن يدور حكمه بحسب المقام الذي يقرأ فيه، فإن كان في الصلاة أو كان هذا المقام مقام قراءة للقرآن، كأن تنتفي عن السامع موانع الإنصات يجب عليه الاستماع والإنصات، أما ما عدا ذلك من الأحوال المختلفة التي يتنقل بينها المسلم من عمل أو حديث أهل أو جلوس على طعام، أو تدارس للفقه أو العلم في المساجد والمدارس والجامعات أو ما أشبه ذلك، فالاستماع والإنصات يستحب ولا يجب، ويعذر المستمع بترك الاستماع لتلاوة القرآن، ولا يكون آثما بذلك وإنما سقط إثم ترك الاستماع للقرآن في حالات الاشتغال دفعا للحرج عن الناس، كما قال عز وجل: ﵟوَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖﵞ ﵝالحَج : ﵘﵗﵜ .

هذا ما أردنا أن نذكره من خلال هذه الكتابة تذكيرا لنا ولكم بأهمية الاستماع للقرآن العظيم، ذكرنا تعريف الاستماع لغة وأشرنا إلى أقسام الناس في سماع القرآن، وذكرنا بعضا من مظاهر هجر استماع القرآن وآداب استماع القرآن، وفضائل استماع القرآن وحكم الاستماع للقرآن.

 نسأل الله عز وجل أن يفقهنا وإياكم في ديننا، كما نسأله عز وجل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وفتنة، نسأل الله عز وجل أن يوفق ولاة أمورنا لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقهم البطانة الصالحة، اللهم إنا نسألك علما نافعا وقلبا خاشعا ودعاء مستجابا.

 ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.


 

([1]) رواه الترمذي (3482)، والنسائي (5467)، وأبو داود (1548)، وابن ماجه (3837).

([2]) مدارج السالكين (1/478).

([3]) إغاثة اللهفان (1/344 وما بعدها).

([4]) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (1/287)، وجاء بسند صحيح عند الدارمي في السنن رقم (1071) في بعض النسخ، ورقم (330) بلفظ آخر بسند صحيح.

([5]) مدارج السالكين (1/475).

([6]) الفوائد (ص15).