إلى صقور عاصفة الحزم


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات
القسم: 
القسم: 

انطلقت عاصفة الحزم كالرياح العاتية والأمواج العارمة لتجتث العدوان الحوثي الآثم الباغي على اليمن الشقيقة، هذا العدوان الغاشم الذي تحدى القيم والمبادئ الإنسانية، ورفض صوت العقل والحكمة، وتقوى بأجندات خارجية مغرضة لا تريد إلا الإفساد والإضرار، فانقلب على الحكومة اليمنية، واعتدى على الأبرياء المسالمين، وخرَّب الممتلكات، وعاث في الأرض فسادا، وتطاير شرره مهدِّدًا الداخل والخارج، هذا العدوان الذي صدر من جماعة مسلحة إرهابية تم إدراجها في قوائم الإرهابيين، وأثبتت إرهابها وتطرفها في واقع عملي متغطرس مشين لا يمكن السكوت عليه، فما كان من قادة دول الخليج وإخوانهم إلا اتخاذ هذا القرار التاريخي لدحر البغي ورد الحق إلى نصابه، هذا القرار الحازم الصائب الذي أشرق سناه ليزيح ظلمات البغي، وأثلج صدور العقلاء، وفرح به القاصي والداني، لنبل غاياته وسمو أهدافه، ورفعة مقاصده، وما تضمنه من وحدة الصف والتلاحم والاجتماع العربي والإسلامي في إرساء دعائم الحق والسلام.

أيها الصقور الأشاوس الأبطال في عاصفة الحزم، أيها الجنود البواسل الشجعان، إنكم تحققون رسالة عظيمة، وتؤدون عملا جليلا، فأنتم مفخرة لكل عربي ومسلم ولكل عاقل أينما كان، وأعمالكم البطولية موضع فخرنا واعتزازنا، فلكم وافر الشكر والعرفان، وأجزل الله لكم جزيل الأجر والمثوبة، فامضوا بحزم وقوة، وسيروا بعزة وفخر، وحلقوا في سماء المجد والشموخ، ملبين أوامر قيادتكم بكل شجاعة واقتدار، مقبلين صامدين ثابتين، وأخلصوا النية لله، وثقوا بنصره المؤزر، فهو معكم بتوفيقه وتسديده وتأييده، {وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيرا}.

يا صقور عاصفة الحزم، يا جنودنا الأبطال، إنكم على ثغرة عظيمة، تنصرون المظلوم، وتحققون الاستقرار، وتحفظون الجزيرة العربية من الأيادي الغادرة والمؤامرات الخارجية الطامعة، فاستحضروا نبل هذه المقاصد الشريفة، واسعوا لتحقيقها وفق ما يناط بكم من أوامر وتوجيهات من قيادتكم المخلصة الأبية، واعلموا أن ما تقومون به عملٌ مباركٌ ميمونٌ يشرِّفنا ويشرِّف كل مريد للخير والسلام والاستقرار والوئام، وقلوبنا وأرواحنا معكم، تدعو لكم بالنصر والتأييد، وتسأل الله لكم السلامة والمعافاة، وترجو لكم كل خير وسداد.

يا صقور عاصفة الحزم، اعلموا أن ما تقومون به من طاعة ولاة أمركم في إحقاق الحق وتلبية نداء الواجب هو من أفضل الأعمال والقربات عند الله تعالى، ففضله كبير، وأجره جزيل، وثوابه عظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «ألا أخبركم بخير الناس؟

رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله»، وتذكروا أن هذا العمل الذي تؤدونه هو من أعظم الأسباب التي تنالون بها الدرجات العلى والمنازل العالية الرفيعة في الدنيا والآخرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فُوَاقَ ناقةٍ – أي: ولو زمنا قليلا - وجبت له الجنة، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نُكِب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها الزعفران، وريحها كالمسك»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله، فإنه يُنمى له عمله إلى يوم القيامة ويَأمن من فتنة القبر»، فاستحضروا فضل الله عليكم أن جعلكم من أهل هذه المنزلة، ترجون الأجور العظيمة والحسنات الجزيلة والكرامة في الدنيا والآخرة.

يا صقور عاصفة الحزم، اجعلوا أوامر قيادتكم نصب أعينكم، والمبادرة بتنفيذها شعاركم، والجدارة في تطبيقها رائدكم، واليقين بوعد ربكم في صميم قلوبكم، وكونوا على قلب رجل واحد، متمسكين بالوحدة والتلاحم والتآزر، ومتسلحين بالعزيمة التي لا تلين، والإرادة التي لا تنكسر، واحذروا من الإشاعات المغرضة، والأصوات المثبطة، واعلموا أن تطبيقكم لأوامر قيادتكم في دحر المبطلين وإعانة المظلومين من أفضل الأعمال والقربات عند الله تعالى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا استُنفِرتم فانفروا»، أي: إذا أمركم الحاكم بالقتال ودفع الظلم والبغي فاستجيبوا، وتعلقوا بربكم، واستمدوا منه قوتكم، وأحسنوا الظن به، وأكثروا من ذكره، فهو المعين والناصر، ونعم المولى ونعم النصير، {وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم}.

نصركم الله، وثبت أقداكم، وبارك في خطاكم، وسدد رميكم، وجعلكم ذخرا لأوطانكم وقيادتكم ومجتمعكم وأهليكم، وحماة للخير والسلام والوئام، ورد عنكم وعن أوطانكم كيد كل من يريد سوءا ومكروها، إنه سبحانه نعم المجيب.