فوائد قرآنية - (٠٤) أسماء الله الحسنى


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

إنَّ من مقاصد إنزال القرآن تعريف العباد بالله تعالى على سبيل التفصيل، ودلالتهم على ما له جل وعلا من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، والأفعال الباهرة الحكيمة، وهذا باب عظيم شريف يتطلع إليه كل قلب مطمئن بربه، منشرح الصدر لمعرفته.

ومن طرق معرفة الله تعالى في كتابه: ورود الأسماء الحسنى على سبيل الإجمال مرة، وعلى سبيل التفصيل أخرى، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180].

وقال سبحانه: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه: 8].

وقال جل وعلا: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110].

وقال عز وجل: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الحشر: 24].

فما أنفع لقارئ القرآن أن يقف على فوائد هذه الآيات الأربع من خلال تقريرات علماء التفسير الثقات، وأن يتدبرها، ويعرف مدلولاتها، ويتأمل في قواعد الأسماء الحسنى المستفادة منها ويعقِلها، فبهذا المسلك المبارك يقوى إيمانُه، وتكمُل عبوديتُه لله تعالى، وتزداد محبته لربه، ويعظم رجاؤه فيما عنده، وتشتد معرفته لخالقه سبحانه وتعالى.

وإذا تتبَّع تالي القرآن الأسماء الحسنى الواردة في القرآن على سبيل التفصيل، وقام بما يجب عليه نحوها، مِنْ حِفْظِها، وفهم معناها، ودعاء الله بها ونحو ذلك من حقوقها، فهذا من العطايا الربانية، والهبات الإلهية التي لا يعدلها شيء، ومَن وُفِّق لهذا فقد فُتح له كنز من كنوز القرآن، فعليه أن يتمسك به ويحرص عليه، ويزداد إقبالاً عليه، وفقهاً فيه ودراسة له.

ومن أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن تفصيلاً هي: الله، الأحد، الأعلى، الأكرم، الإله، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، البارئ، البَرُّ، البصير، التواب، الجبار، الحافظ، الحسيب، الحفيظ، الحق، المبين، الحكيم، الحليم، الحميد، الحي، القيوم، الخبير، الخالق، الخلاق، الرؤوف، الرحمن، الرحيم، الرزاق، الرقيب، السلام، السميع، الشاكر، الشكور، الشهيد، الصمد، العزيز، العظيم، العفو، العليم، العلي، الغفار، الغفور، الغني، الفتاح، القادر، القاهر، القدوس، القدير، القريب، القوي، القهار، الكبير، الكريم، اللطيف، المؤمن، المتعال، المتكبر، المتين، المجيب، المجيد، المحيط، المصور، المقتدر، المقيت، الملك، المليك، المولى، المهيمن، النصير، الواحد، الوارث، الواسع، الودود، الوكيل، الولي، الوهاب([1]).

فهذه بعض الأسماء الحسنى الواردة في القرآن وهي تزيد على السبعين اسماً، فدونك إياها يا صاحب القرآن، فتأمل فيها، وتفكر في مفرداتها، وقف عندها، وتدبر في آثارها، وتبصَّر في معانيها، فلعلك تحظى بتوفيق الله وتظفر بشيء من خيراتها.

 

  


 


([1]) انظر: القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى (ص15).