موقف الإمارات وجنودها تاريخي وبطولي


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات
القسم: 
القسم: 
القسم: 

إن الموقف الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة مع شقيقتها السعودية في المشاركة في عاصفة الحزم وإعادة الأمل ضمن قوات التحالف العربي هو موقف تاريخي مشرف مشهود لدولة الإمارات قيادة وشعبا، وهو نابع من الرؤية العميقة التي تتمتع بها قيادتنا الحكيمة الرشيدة، التي آلت على نفسها منذ عهد مؤسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتقديم كل الدعم والمساندة لأشقائها، خاصة في أوقات الشدائد والملمات والمحن، فكانت سباقة إلى ترجمة ذلك على أرض الواقع في أفعال ومواقف مشهودة..

وهو ما ينبئ عن المعدن الإماراتي الأصيل المتجذر في أهل هذه البلاد الطيبة قيادة وشعبا، ويعكس قيمه المثلى النابعة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأخلاق العربية الأصلية، من الشهامة والوفاء بحقوق الأخوة، ونصرة المظلوم، والوقوف معه، والسعي لإعادة الحق إلى نصابه، ونجدة الأشقاء، وتلبية استغاثتهم، وإعانة المستضعفين، فقرار انخراط قواتنا في هذه القضية قرار مشرف لنا جميعا، وهو وسامُ شرفٍ وتاجُ فخرٍ على رأس كل إماراتي.

وكذلك مواقف جنودنا التاريخية والبطولية في مختلف الساحات والظروف مواقف خالدة لا تنسى، تكشف عن مدى شجاعتهم وبسالتهم وكفاءتهم ومهاراتهم العالية ومدى انبهار الأطراف الأخرى بهم وبقدراتهم، فسجل إنجازاتهم وبطولاتهم وتضحياتهم مشرف لنا جميعا، وزيادة على ذلك، فإن استشهاد بعض جنودنا هو فخر على فخر..

لأنه ترجمة لروح الإقدام والبطولة التي يتميز بها جنود الإمارات، الذين لا يهابون الموت ولا يجزعون، بل يتسابقون لتلبية نداء الواجب واضعين أرواحهم على أكفهم في بطولة قل لها نظير، فما يسقط منهم من شهيد إلا وتروي لنا دماؤه قصة إماراتي شهم نبيل شجاع مقدام قدم روحه فداء للواجب الذي كُلِّف به في نصرة الشقيق وإعانته، فهي قصة بطولة وشهامة وتضحية لن تنسى..

وإن زيادة عدد شهدائنا من الجنود البواسل هو زيادة عدد الأوسمة والفخر لكل إماراتي ولوالديهم وأهلهم والقوات المسلحة والقيادة والشعب، فطوبى لمن اصطفاه الله شهيدا عنده، فنال العز والمجد والسؤدد في الدنيا والآخرة، قال جل شأنه: {والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم. سيهديهم ويصلح بالهم. ويدخلهم الجنة عرفها لهم}.

ليتأكد المغرضون بأن العزائم لم ولن تنكسر أبدا، وإن الإرادة ماضية صلبة كالحديد، لأن الهدف نبيل، والمقصد واجب وطني وشرعي شريف، ونحن مستمرون مع قيادتنا الرشيدة في رؤيتها المشرفة في نصرة الأشقاء، ومد يد العون إليهم، لا يثنينا عن هذا الواجب الشريف شيء، فما يسقط منا من شهيد متوجا بالمنزلة الرفيعة عند ربه بإذنه إلا ونزداد عزما وصلابة وثباتا على تحقيق الأهداف السامية..

ونمضي قُدُما في رفع المعاناة عن أشقائنا في اليمن السعيد، محتسبين الأجر والمثوبة والرضوان عند الله تعالى، متكاتفين مع ولاة أمرنا يدا بيد، متراصين صفا واحدا كالبنيان المرصوص، حتى يضمحل ظلام أهل الكيد والمكر، وتبدد شموسُ العزائم الصلبة وأنوارُ البطولات المجيدة ظلمات أهل الشر والإجرام، فيعود الاستقرار والأمن المسلوب، وترجع إلى الوجوه ابتساماتها المخطوفة..

ويحل الفرح والسرور والابتهاج محل البؤس والشقاء والألم. إن فجر الفرج وإن طال فهو آت بإذن الله، وإن النصر لقريب، وإن مع العسر يسرا، وإن البشائر بحمد الله تعالى متوالية، والإنجازات كثيرة متجددة ومتعددة مشهودة ملموسة، فكم حررت من مدن مغتصبة في اليمن الشقيق..

وقد أعيد إليها أمنها وأمانها، وارتفعت فيها أهازيج أهلها، وكل ذلك بفضل الله تعالى أولا وأخيرا، ثم ببسالة قوات التحالف العربي، وبسالة جنود الإمارات الأبطال، الذين دكوا أوكار الأعادي بإيمانهم وصلابتهم وشجاعتهم وإقدامهم، وسطروا صفحات مشرقة مجيدة من الانتصارات، ورأى منهم المعتدون ما أساءهم وملأ قلوبهم بالرعب والخور، فهم متخبطون متقهقرون متحسرون يجرون أذيال الهزائم المتوالية..

وجنودنا مستبسلون متقدمون ثابتون راسخون لا يشق لهم غبار بإذن الله تعالى، مؤيدون بنصر الله وتوفيقه وعونه ومدده بإذنه وفضله، وإننا لنحسن الظن بربنا تعالى أن ينصر جنودنا ويبارك في مساعيهم ويسدد رميهم، فهو نعم المولى ونعم النصير، قال جل شأنه:{إن ينصركم الله فلا غالب لكم}.

أيها الوطن الغالي المعطاء، ها هم جنودك الأبطال يسطرون ملاحم من نور، في سبيل تحقيق قضايا أمتنا العربية والإسلامية، يتقدمهم ركب الشهداء الأطهار، الذين رووا بدمائهم البطولات الباهرة، وها هم أهالي الشهداء والشعب الإماراتي بقيادته وشعبه يزفون شهداءهم، في أعراس ملؤها الفخر والاعتزاز، فطوبى لك أيها الوطن بهذه المفاخر الكبيرة.

نسأل المولى القدير أن يرحم شهداءنا الأطهار، ويعلي منازلهم مع الأبرار، ويرزق أهلهم وذويهم ويرزقنا جميعا الصبر والسلوان، كما نسأله سبحانه أن يوفق جنودنا البواسل في اليمن الشقيق، ويسدد خطاهم، ويكون معهم نصيرا ومعينا وظهيرا.