فهم السلف الصالح للبدعة


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

فإن تحرير مسائل البدع والابتداع ممّا ينفع المسلمين في أمر دينهم وأمر دنياهم، ويكون أعظم عون لدعاة الإصلاح الإسلامي على سعيهم، وبمعرفة هذه المسائل تتمحض السنة النبوية والأعمال الشرعية عن كل ما يشوبها مما ليس منها.

ومسائل البدع والابتداع كثيرة جداً، منها: معنى البدعة وحكمها، وحكم معرفتها، والتحذير منها ومن أهلها، وخطورتها، وأقسامها، وأسباب ظهورها، وأسباب الوقوع فيها، وما هي علامات أهل البدع؟ وما هي شبهاتهم والرد عليها؟ وحكم المبتدعة وأقسامهم، وما هو طريق الخلاص من البدع؟ وكيف نعرفها؟ وغير ذلك من المسائل.

وسنذكر في هذا البحث المختصر مسألة واحدة فقط، هـي:

مسألــة: فهم السلف الصالح للبدع.

كيف فهم الصحابة والتابعون والأئمة هذا الأمر؟ وكيف أنكروا على من زاد في دين الله تعالى ولو كلمة واحدة؟ فهؤلاء أُمرنا باتباعهم والسير على هديهم.

قال الموفق ابن قدامة رحمه الله- بعد أن ذكر أدلة كثيرة في لزوم اتباع السلف الصالح: وقد ثبت وجوب اتباع السلف رحمة الله عليهم بالكتاب والسنة والإجماع، فإن السلف إن كانوا مصيبين وجب اتباعهم لأن اتباع الصواب واجب، ومخالفهم متبع لسبيل الشيطان، وإن زعم زاعم أنهم مخطئون، كان قادحاً في حق الإسلام كله([1]).

وقبل الدخول في الموضوع لابد من تعريف البدعة أولاً، وأحسن تعريف هو: البدعة هي الطريقة المخترعة في الدين تضاهي الشريعة يُقصد بها زيادة التقرب إلى الله ولم يقم على صحتها دليل شرعي([2]).

* ونقاط البحث هي: ذم السلف للبدع وفهمهم للبدعة وأن كل بدعة ضلالة

(أ) ذم السلف الصالح للبدع وتحذيرهم منها:

1- قال ابن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلالة([3]).

2- قال البغوي رحمه الله في شرح السنة: قد مضى الصحابة والتابعون وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع ومهاجرتهم.( شرح السنة ج1 / 227)

 3- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وينهون عن أصحاب البدع([4])، وقال أيضاً:  من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ومن جلس مع صاحب بدعة لم يُعط الحكمة وأحب أن يكون بيني وبين صاحب البدعة حصن من حديد([5]).

4- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المُحدثون فيما جرت سنته وكُفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنة فإن السنة إنما سنَّها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل، فارض لنفسك بما رضي به القوم أنفسهم فإنهم على علم وقفوا فلئن قلتم أمراً حدث بعدهم، ما أحدثه بعدهم إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، إنهم لهم السابقون فقد تكلموا منه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم مُقّصر وما فوقهم محسر، لقد قصّر عنهم آخرون فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم([6]).

5- قال حذيفة رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لتظهرن البدع حتى لا يرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور والله لتفشون البدع حتى إذا تُرك منها شيء قالوا تُركت سنة([7])، وقال حذيفة رضي الله عنه: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله فلا تعبدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً ([8]).

6- وخرّج ابن وضاح عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سُنّة حتى تحيا البدع وتموت السنن([9]).

7- قال الحسن البصري رحمه الله: صاحب البدعة لا يزداد اجتهاداً إلا ازداد من الله بعداً([10]).

8- قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: اعلم أن الموت اليوم كرامة لكل مسلم لقي الله على السنة، فإنّا لله وإنا إليه راجعون، فإلى الله نشكوا وحشتنا وذهاب الإخوان وظهور البدع([11]).

9- وقال أبو الحسن بن علي الجوزجاني رحمه الله: من علامات السعادة على العبد تيسير الطاعة عليه وموافقة السنة في أفعاله وصحبته لأهل الصلاح وحسن أخلاقه مع الإخوان وبذل معروفه للخلق واهتمامه للمسلمين ومراعاته لأوقاته([12]).

10- قال ابن قدامة رحمه الله: كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم([13]).

11 - قال الذهبي: أكثر أئمة السلف على هذا الحذر يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافه([14]). أي التحذير من أهل البدع.

12- قال أنس رضي الله عنه: أما والله على ذلك لمن عاش في هذه النكر ولم يدرك ذلك فعصمه الله عن ذلك وجعل قلبه يحن إلى السلف الصالح يسأل عن سبيلهم ويقتفي آثارهم ويتبع سبيلهم ليعوض أجراً عظيماً، وكذلك فكونوا إن شاء الله([15]).

 (ب) فهم السلف أن كل بدعة ضلالة:

ففي الحديث الصحيح «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة»([16]). وفي الحديث الآخر عند مسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ»، وفى رواية: «إذا حدثتكم حديثاً فلا تزيدُن عليّ»([17]).

1- قال ابن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم، وكل بدعة ضلالة([18]).

2- قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة([19]).

3- قال مالك رحمه الله: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً.

4- قال الشافعي رحمه الله: من استحسن فقد شرّع([20]).

5- قال أحمد بن حنبل رحمه الله: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله والاقتداء وترك البدع، وكل بدعة ضلالة([21]).

 فليس هناك بدعة حسنة عند السلف الصالح.

(ج) فهم السلف للبدعة: وهذه آثار عنهم:

1- جاء أبو موسى الأشعري إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم فقال له: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته، رأيت قوماً حِلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل منهم وفي أيديهم حصا، فيقول: كبروا مئة فيكبرون مئة، فيقول: هللوا مئة، ثم سبحوا مئة،  قال ابن مسعود: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئاً انتظار رأيك، قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم؟ ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من هذه الحلق، فوقف عليهم، فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن، حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة؟ قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله حدثنا: «إن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم» ثم تولى عنهم، فقال عمر بن سلمة: رأينا عامة أولئك الخلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج ([22]).

وهذا الأثر يتضمن أصولاً عظيمة منها:

1- أن الذي شرع الغاية لم ينس الوسيلة، فعندما شرع الله الذكر لم ينس وسيلته، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه ويقول: «إنهن مستنطقات».

2- البدعة الإضافية ضلالة وهي التي تستند إلى دليل من جهة الأصل وغير مستندة من جهة الكيف والصفة، فعندما ذكروا الله خالفوا الكيفية والصفة فأنكر عليهم الصحابة رضي الله عنهم وأمروهم أن يعدوا سيئاتهم.

3- لا يُعبد الله إلا بما شرع، لا بالأهواء والعوائد والبدع.

4- البدعة تُميت السنة فهم سبحوا بالحصى وأماتوا سنة التسبيح بالأصابع. قال التابعي حسان بن عطية رحمه الله: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نُزع من سنتهم مثلها([23]).

5- البدعة سبب الهلاك. قال ابن مسعود رضي الله عنه: لو تركتم سنة نبيكم لضللتم([24]). وقال لتلك الحلق: يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم.

6- أن الصحابة جميعهم على هذا الإنكار لأن ابن مسعود رضي الله عنه احتج على الخلق بأن الصحابة متوافرون.

7- البدعة تفتح باب الخلاف وهو باب الضلالة في قول ابن مسعود رضي الله عنه: أو مفتتحوا باب ضلالة؟

8- التقليل من شأن البدع يقود إلى الفسوق والعصيان، فهؤلاء أصبحوا في صفوف الخوارج. قال الحسن بن علي البربهاري - من أصحاب أحمد رحمه الله: واحذر صغار المحدثات فإن صغار البدع تعود حتى تصير كباراً وكذلك كل بدعة أُحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً ليشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع المخرج منها، فعظمت وصارت ديناً يُدان به، فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام.

9- النية الحسنة لا تجعل الباطل حقاً، قالوا: ما أردنا إلا الخير، قال ابن مسعود رضي الله عنه: وكم مريد للخير لن يصيبه.

2- وهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان من أشد الصحابة إنكاراً للبدع وهجراً للمبتدعين. فقد سمع رجلاً يعطس فقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقال له: ما هكذا علمنا رسول الله بل قال: «إذا عطس أحدكم فليحمد الله» ولم يقل: «وليصل على رسول الله»([25]).

3- وهذا سعيد بن المسيب رحمه الله رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيهما الركوع والسجود، فنهاه، فقال: يا أبا محمد: يعذبني الله على الصلاة؟ قال له: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة([26]). وفي الحديث الصحيح: «لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا سجدتين»([27]).

فنلاحظ من هذه الآثار رد الصحابة على كل من خالف السنة الصحيحة وربما أغلظوا في الرد حتى ولو على آبائهم وأبنائهم.

4- وهذا الإمام مالك رحمه الله أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله من أين أُحرم؟ قال: من ذي الحُليفة، من حيث أحرم رسول الله ، فقال: إني أريد أن أُحرم من المسجد من عند القبر، قال مالك: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة، فقال: وأي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها، قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله ، إني سمعت الله يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].

5- وسُئل مالك عن قراءة قل هو الله أحد مراراً في ركعة فكره ذلك وقال: هذا من محدثات الأمور التي أحدثوها([28]) وهذا من باب سد الذرائع الموصلة إلى البدع، فالعمل صحيحاً فإخراجه عن بابه اعتقاداً وعملاً من باب فساد الأحكام الشرعية.

6- ومن ذلك أيضاً أن سفيان الثوري سُئل عن رجل يكثر قراءة قل هو الله أحد لا يقرأ غيرها كما يقرأها فكَرِه فقال: إنما أنتم متبعوا الأولين، ولم يبلغنا عنهم نحو هذا وإنما أُنزل القرآن ليُقرأ ولا يخص شيئاً دون شيء([29]).

7- من فهم السلف أن ابن عمر رضي الله عنهما حضر جنازة فقال: لتسرعن بها وإلا رجعت، قال أبو بكر الطرطوشي رحمه الله: انظروا لما تُرك الإسراع بالجنازة وهو السنة، همّ ابن عمر بالانصراف ولم يرَ أن قيراطين من الأجر بقيا بترك سنةٍ من سنن رسول الله([30]). قال الشاطبي رحمه الله: وهذه الأمور المندوب إليها ولكن تخرج من هذا الحيز إلى أن تصبح بدعة أو ذريعة إلى البدعة([31]).

8- روى مسلم في صحيحه([32]) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج مروان على المنبر في يوم عيد وبدأنا بالخطبة قبل الصلاة فقام رجل فقال: يا مروان خالفت السنة، فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكراً واستطاع أن يغيره بيده فليغيره، فإن لم يستطع... الحديث»، قال أبو شامة رحمه الله: فنسب مروان إلى مخالفة السنة وجعل أبو سعيد فعله منكراً وليس في تقديم الخطبة على الصلاة كبير أمر([33]).

فهذه أمثلة يتضح منها فهم السلف للبدعة فعلى المسلم الذي يريد الحق أن يتبع سبيلهم ويفهم الإسلام بفهمهم.

 فعن أبي العالية رحمه الله قال: عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا.

 وقال الأوزاعي رحمه الله: اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عمّا كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم([34]).

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


 


 ([1]) ذم التأويل (صـ35).

 ([2]) الاعتصام للشاطبي (1/37)

 ([3]) رواه الدارمي والطبراني وأحمد في الزهد، والبيهقي واللالكائي وابن نصر في السنة، وله شواهد

 ([4]) شرح أصول الاعتقاد (267)

 ([5]) رواه اللالكائي (3/638) والحلية (8/103)

 ([6]) رواه أبو داود بإسناد صحيح وذكره الشاطبي في الاعتصام (1/65).

 ([7]) ذكره الشاطبي في الاعتصام (1/106)

 ([8]) الاعتصام (1/106).

 ([9]) ذكره الشاطبي في الاعتصام (1/110)

 ([10]) الاعتصام (1/111)

 ([11]) الشاطبي (1/116).

 ([12]) الشاطبي في الاعتصام (1/123).

 ([13]) ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/263)

 ([14]) سير أعلام النبلاء (7/261)

 ([15]) ذكره الشاطبي في الاعتصام (1/34)

 ([16]) حديث العرباض عند مسلم وغيره.

([17]) عند أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (246).

 ([18]) رواه الدارمي.

 ([19]) رواه البيهقي في المدخل إلى السنن وابن نصر في السنة

 ([20]) الأم (7/293 – 304).

 ([21]) اللالكائي (1/156).

 ([22]) رواه الدارمي في سننه وبحشل في تاريخ واسط وله شواهد، وللقصة طرق كثيرة وصحح بعضها الهيثمي في مجمع الزوائد (1/181).

([23]) الدارمي بسند صحيح.

([24]) رواه مسلم - النووي (5/156).

([25]) رواه الترمذي (2738) والمزي في تهذيب الكمال (552) والحاكم (4/265)

([26]) رواه البيهقي في السنن الكبرى بإسناد صحيح.

([27]) رواه أحمد وأبو داود والترمذي ـ صحيح الجامع (5711).

([28]) ذكره ابن وضاح في البدعة والنهي عنها صـ44.

([29]) ذكره ابن وضاح في البدعة والنهي عنها صـ44.

([30]) الحوادث والبدع (صـ133) وذكره أبو شامة (665) في الباعث على إنكار البدع.

([31]) الاعتصام (1/348).

([32])  صحيح مسلم رقم (78).

([33]) كتاب الباعث (صـ222).

([34]) اللالكائي في السنة (1/154) والبيهقي في المدخل (233) والأجري في الشريعة (صـ58).