الدفاع عن السنّة (ج 1)


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد 

فمن سنة الله في خلقه أن جعل الصراع بين الحق والضلال مستمرا، قال تعالى: " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين" 

ومن الضلال المستمر الطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في كتب الحديث، واعتبارها من الموروث الثقافي.

مع أن الله سبحانه يقول : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما "

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بظهور أصحاب هذا الفكر المنحرف فقال : ألا إني قد أوتيت القرآن ومثله  ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه  وما وجدتم فيه من حرام فحرموه.

وقال صلى الله عليه وسلم: " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه وإلا فلا "

وقال صلى الله عليه وسلم: "هلاك أمتي في الكتاب واللبن".

قالوا: يا رسول الله ما الكتاب واللبن؟

قال: يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل، ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع، ويبدون ".

وإلا لا يوجد عاقل قرأ القرآن وفهمه، وتتبع السنة وعلم مكانتها في التشريع، وعلم طريقة السلف في حفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم وصيانته من أي تحريف يقول بإنكار السنة وعدم صلاحيتها للتشريع والتدين .

 قال الشاطبي المالكي في الموافقات : "الاقتصار على الكتاب رأي قوم لا خلاق لهم، خارجين عن السنة؛ إذ عولوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شيء، فاطرحوا أحكام السنة فأداهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل الله"

 قال الشافعي رحمه الله: " أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس" 

وقال الشوكاني : " والحاصل أن ثبوت حجية السنة المطهرة، واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام" 

كيف والذي يدعونا لترك السنة أصحاب فكر ليبرالي تنويري غربي مستورد منحرف لا يمت للإسلام بصلة بل هو عدو للإسلام.

فعلينا بأن نلزم الكتاب والسنة، ونهتدي بهدي السلف من الصحابة والتابعين والعلماء الربانيين، لنكون على الصراط المستقيم، ونحصل على رضا رب العالمين.

قال تعالى : "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"