من صور تعاون الرَّعية في دولة الإمارات مع وُلاةِ أُمورهم - حفظهم الله -


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

لا شك أن التعاونَ بين الرَّعيَّةِ وولاةِ الأمر في بلادنا معلوم وظاهر من خلال صورٍ وأمثلةٍ كثيرة, وبهذا التعاون بفضل الله تعالى تحققت مصالح وإنجازات عديدة ودفعت كثير  من المفاسدِ والشرورِ ممَّا جعل دولتنَا من أوائل الدِّولِ من حيثُ الاستقرار والأمانِ والتقدّم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

1- فمن صور تعاون الرَّعيةِ مع ولاةِ أمورنا: التزامُ الرَّعيةِ بالبيعةِ الشرعية لهم وهي العهدُ على السَّمع والطاعةِ بالمعروفِ، فليس في بلادنا للرعيَّةِ بيعة سِرِّيَّة لحزبٍ أو جماعةِ أو جمعية، أو فردٍ، أو غيرها، إنَّما البيعةُ لوليّ الأمر الحاكم فقط.

ولذلك نَجِدُ الرَّعيَّةَ تُظهرُ هذا التعاون من خلال المحبَّةِ والوفاءِ، والتوقير، والاحترام، والدُّعاء لأولياء الأمور، ثمَّ تُقَيدُ الرَّعيةِ بالأنظمةِ والقوانين والسياسات بالمعروفِ، والتزامُهُم وتعاونُهم يتمثل في العمل على وحدة الاتِّحاد، ووحدة الكلمة في مختلف المجالات وحسب التوجيهات الصادرةِ من أولياء أمورهم الحكَّام حفظهم الله.

2- ومن صور تعاون الرَّعيةِ في دولتنا مع أولياءِ أمورهم:

حرصُ الرَّعيَّة على المشاركة في جميع المناسبات جنْبًا إلى جنبِ مع ولاةِ أمورهم، ممَّا يدل على حُبِّهم لهم، وتأييدهم ونُصْرتِهِم في مختلفِ الأصعدةِ والمجالات.

3- ومن صور التعاون: وقوفُ الرَّعيةِ مع ولاةِ أُمورهم صفًّا واحدًا في وجْهِ كلِّ معتدٍ ومُفسدٍ، يريدُ الضّرر بالوطنِ وبالعِبادِ، فكريًّا ومعنويًّا واقتصاديًّا غيرها من المجالات، ويتمثَّل ذلك في ابتعاد الرَّعية عن الأحزاب والجماعات والدَّعوات للثوراتِ والمظاهرات والاضرابات والأفكار الإرهابة وغيرها لما فيها من المفاسد والشرور على البلادِ و العباد، وكذلك في التزام الرَّعيةِ بالقوانين والأنظمة التي تحظرُ ذلك كلِّه، والصادرةُ من ولاةِ أمورنا.

4- ومن صور تعاونِ الرَّعيةِ في دولة الإمارات مع وُلاةِ أمورها:-

الوقوفُ مع ولاةِ الأمور ومن ينوب عنهم صفَّا واحدًا لردِّ الإشاعات والأكاذيب والتشهير والحملاتِ الإعلامية المُغْرِضةِ؛ لتشويهِ منجزاتِ دولتنا الإنسانية والدينية والخيرية والحضاريَّة وغيرها، والتي يشهدُ لها العالمُ أجمَع.

5- ومن صور التعاون: العملُ مع ولاةِ الأمور على تحقيق كُلِّ ما فيه مصلحة عامَّة أو خاصة للرَّعيَّةِ، والمقيمين، والزائرين، وغيرهم في مختلف المجالات، والتعاونُ معهم في كلِّ ما يُحقِّقُ التقدّمَ والخيرَ والازدهارَ، وذلك يتمثل في زيادة العِمران وتحقيق النهضةِ الصناعية، والتجاريَّة، والزراعية، والأخلاقية، والاجتماعية، وإقامةِ المجتمع الخير، كلّ هذا بمشاركة وتعاون الرَّعية مع ولاة أمورهم حفظهم الله.

6- ومن ذلك: المشاركة في الإحصاءات والاستبيانات من خلال الهيئات والمؤسسات الحكومية وغيرها، ممَّا يدلّ على التعاون المتميز بين الرَّعيةِ وأولياء أمورهم.

7- ومن صور التعاون: الرّباط وحراسة الحدودِ ونُصرةُ المسلمين، ودفعُ العدوِّ تحت راية ولي الأمرِ، وليس تحت راياتٍ حزبيةٍ، أو عصبيةٍ، أو غيرها، ممَّا نهى عنها الإسلامُ.

يقولُ المهلَّبُ رحمه الله: (إنَّ الرايةَ لا يجبُ أنْ يحملها إلا مَنْ ولَّاهُ الإمامُ إيَّاها، ولا تكونُ فيمن أخَذَهَا إلّا بولايةٍ)([1])

فنجد الرعيَّة في دولة الإمارات يتعاونون مع ولاةِ أمورهم من خلال الاستجابة لتنفيذ قانون الخدمة الوطنية، كلّ في مجالِه ووقتهِ المحدَّد له، بل وفي إقبال مئات المتطوِّعين للانضمام لهذا البرنامج مُتسلِّحين بالعلم والإيمان، والقوَّة، والسمع، والطاعة، والانضباط لخدمة دينهم ووطنهم، متعاونين مع وُلاةِ أمورهم بإخلاصٍ وانضباط وتضحيةٍ.

8- ومن صور تعاون الرَّعيةِ مع ولاةِ أمورهم في دولة الإمارات:

عدمُ الإفتياتِ عليهم، وتفويضُ الأمور العامة إليهم، وعدم التدخُّل في شؤونهم.

والإفتياتُ على وليِّ الأمرِ هو منازعته فيما هو من خصائصه وصميم عمله ومسؤولياته.

ومن صور الإفتيات: تغييرُ المنكرِ بالقدرِ الَّذي لا يليقُ إلّا بالسلطانِ كإقامةِ الحدودِ والتعزيزات وغيرها. ومن صور الإفتيات التصدِّي للإمامةِ العامة في الصلوات، أو التدريسُ في المساجد وفُتيَا الناسِ في القضايا العامَّة، أو الدعوةُ إلى الجهاد ونحوها.

فنجدُ الرَّعية في دولة الإمارات متعاونين مع ولاةِ أمورهم في ذلك كُلِّه.

9- ومن صور التعاون بين الرعية وولاة الأمر في دولة الإمارات:-

إقامة صلوات الجُمَع، والأعياد، والاستسقاء، وغيرها مع ولاة أمورهم، وذلك لتحصيل الائتلاف والاجتماعِ، وترك التفرُّق والاختلاف، وهذه من حقوق الإمام على رعيته، ومظهر من مظاهر التعاون مع ولاةِ الأمرِ ولزوم الجماعة.

وقد سألَ يحيى بن يحيي ابن القاسم: أفكان مالك يقول: (تُجزئنا الصلاةُ خلفَ هؤلاء الولاةِ والجمعةُ خَلفهم؟ قال: نعم) ([2])

10- من صور التعاون: الحجُّ مع الجهات المختصَّة بالحج، والمكلَّفة من ولي الأمرِ في دولة الإمارات، أو من ينوبُ عنهم، والمصرَّح لها من حُكَّام الإمارات، وقد قرر علماءُ المالكية وغيرهُم أن الحجَّ من العبادات التي يقيمُها الإمامُ أو من يُقيمُه وليُّ الأمر، وأن هذا ممَّا لا خلاف فيه كما في بداية المجتهد لابن رُشد، والتمهيد لابن عبد البرّ.

فنجدُ الرَّعية في دولة الإمارات ملتزمين بالتسجيل للحج حسب التوجيهات الصادرة من الجهات المختصة.

11- ومن صور التعاون: دفعُ الزكاة إلى الجهات المفوَّضة من وُلاة الأمور كصندوق الزكاة، أو هيئة الهلال الأحمر، أو الجمعيات الخيريَّة المصرَّح لها من قبل ولاةِ الأمور.

قال مالك وابن القاسم وعامَّة الفقهاء: أن الزكاة تُدفَع لولي الأمرِ أو مَنْ ينوب عنه، وتُجزئ عن صاحبها، سواء صرَفَها الإمام في مصرفها أو لم يَصْرفها.

قال عبد الله بنُ عمر رضي الله عنهما: (ادفعوا زكاة أموالكم إلى مَنْ ولَّاهُ اللهُ أمرَكم، فمن برَّ فلِنَفسِه، ومن أثِم فعليها) ([3])

والحمد لله ربِّ العالمين.


 

([1])شرح ابنِ بطال للبخاري (5/141).

 ([2])المدونة (1/83).

 ([3])مصنَّف ابن أبي شيبةَ (10282).