إنهم في سكرتهم يعمهون


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات
القسم: 
القسم: 

الحمد لله الذي انزل القرآن شفاء، والصلاة والسلام على النبي محمد الذي جعل الله سنته ضياء، اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة أما بعد؛

 فالقرآن حفظنا الله وإياكم شفاء ودواء، القرآن يغذي القلوب السليمة ويعالج القلوب المريضة ويحيي القلوب الميتة لكن لمن عرف وضع الدواء على الداء، وأنا اليوم معكم أقف على آيات من قصة عظيمة فيها دروس وعبر، وعلاج لقضية خطيرة، وهي قصة قوم لوط مع نبيهم لوط عليه السلام،  يقول الله سبحانه وتعالى: ﵟوَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا ﵞ  أي الملائكة إلى لوط ﵟ سِيٓءَ بِهِمۡ ﵞ أي شق عليه مجيئهم لماذا شق عليهم مجيئهم؟ لأنه يعلم أن قومه يتبعون تلك الفاحشة القبيحة ﵟوَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗا  ﵞ وضاق بلوط ذرعا ﵟ وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبٞ ﵞ أي يوم شديد الحرج لأن قومه سيحرجونه مع أضيافه، فهم يتتبعون صور الشباب المرد وقد أتت الملائكة على أجمل صورة، فلما دلتهم امرأة لوط على أضيافه ﵟوَجَآءَهُۥ قَوۡمُهُۥ يُهۡرَعُونَ إِلَيۡهِ ﵞ جاؤوا مسرعين ويتبادرون ويتسابقون إلى أضيافه يريدون تلك الفاحشة، وقال الله سبحانه وتعالى في آية أخرى: ﵟوَجَآءَ أَهۡلُ ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡتَبۡشِرُونَ ٦٧ﵞ ﵝالحِجۡر : ﵗﵖﵜ لاحظ هذه السرعة، يريدون المعصية ويظنون أن الوصول إلى هذه الفاحشة وهي إتيان الرجال بشارة، قال الله سبحانه وتعالى: ﵟ وَمِن قَبۡلُ كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِﵞ ﵝهُود : ﵘﵗﵜ أي: هذه الفاحشة التي هي إتيان الرجال دون النساء، ولم يسبقهم أحد من العالمين، فهم أول من ابتدع هذه المعصية، لذلك أنكر عليهم لوط فيقول لهم: ﵟإِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ ١٦٢ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٦٣ وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٤ أَتَأۡتُونَ ٱلذُّكۡرَانَ مِنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٥ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّنۡ أَزۡوَٰجِكُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٌ عَادُونَ ١٦٦ﵞ ﵝالشُّعَرَاء : ﵒﵖﵑ - ﵖﵖﵑﵜ  تعديتم الحدّ وتركتم ما فرض الله لكم وما أحله ، وتعديتم على شيء يناقض الفطرة ما هو الدليل على مناقضته للفطرة؟ الفطرة في زواج الذكر من الأنثى، مناقضته للفطرة دليله أنه ما سبقهم أحد من العالمين من آدم إلى يومكم ما فعله أحد، بل أكرمكم الله حتى الحيوانات تستنزه عن هذا الفعل فيقول له لوط: ﵟفَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ فِي ضَيۡفِيٓﵞ ﵝهُود : ﵘﵗﵜ أنتم بين أمرين : إما أن تراعوا تقوى الله وتخافون من الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الواجب عليكم لكن إذا لم تكن في قلبكم مخافة فلا تفضحوني في ضيفي ولا تخزوني فيهم، يقول لهم: ﵟأَلَيۡسَ مِنكُمۡ رَجُلٞ رَّشِيدٞ ٧٨ﵞ ﵝهُود : ﵘﵗﵜ ما منكم رجل عاقل ينهاكم عما تفعلون وهذا دليل على أن الكل أطبق على هذه الفاحشة، وأصبحت هذه الفاحشة هي الأمر المستعذب الجميل ما فيكم مروءة ما فيكم رجولة ما أحد ينكر ﵟقَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقّٖ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَاﵞ ﵝهُود : ﵙﵗﵜ لأنه دعاهم إلى بناته يقول لهم: ﵟ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِيٓ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ ٧١ﵞ ﵝالحِجۡر : ﵑﵗﵜ تريدون الزواج تزوجوا من بناتي لكن لا تفضحوني في ضيفي، فاشتد قلق لوط واشتد نكيرهم، فيقولون له: ﵟقَالُواْ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ يَٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُخۡرَجِينَ ١٦٧ﵞ ﵝالشُّعَرَاء : ﵗﵖﵑﵜ يخرجون نبي الله سبحانه وتعالى الذي  ينهاهم عن فاحشة عظيمة قبيحة يخرجونه من ديارهم، ويقولون له: ﵟ أَوَلَمۡ نَنۡهَكَ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٧٠ﵞ ﵝالحِجۡر : ﵐﵗﵜ وقالوا: ﵟأَخۡرِجُوهُم مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ ٨٢ﵞ ﵝالأَعۡرَاف : ﵒﵘﵜ  سبحان الله، أصبحت الفضيلة مذمة والرذيلة ممدوحة، الطهر والعفاف أصبح في القرية أمر مذموم أخرجوهم من هذه القرية هؤلاء الناس يتطهرون هذا شيء غريب بزعمهم، فأصبح الحق باطلًا والباطل حقًا، وأصبح الطهر نجاسة والنجاسة طهرًا، وسبب ذلك انغماسهم في هذه المعصية وقوة الشهوة التي تعلقوا بها حتى كانوا كالسكارى، يقول الله سبحانه وتعالى: ﵟ إِنَّهُمۡ لَفِي سَكۡرَتِهِمۡ يَعۡمَهُونَ ٧٢ﵞ ﵝالحِجۡر : ﵒﵗﵜ لاحظ تأكيد ﵟ إِنَّهُمۡ ﵞ فأكد بإنّ، ثم أكد باللام ﵟلَفِي سَكۡرَتِهِمۡ يَعۡمَهُونَ ٧٢ﵞ يعني هم في غاية السكر أي سكر هذه الشهوة، مع هذه الانكارات من نبي الله سبحانه وتعالى لكنهم في غفلة وسكر عظيم لم يفيقوا ولم يرعوا عن هذه المعصية.

 ففي هذه القصة تحذير من هذه الفاحشة ؛ إتيان الرجال، وفيها أصل العلاج ومغبة هذا الفعل وخطورته على الفرد والمجتمع، ففاحشة اللواط كبيرة من كبائر الذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ» ([1]) وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ » ([2]) ، ومع هذا هذه الفاحشة لا يرغب فيها إلا مريض قلب، سقيم عقل منتكس في فطرته؛ لأن الفطرة السليمة لا تدعو لمثل هذه المحرمات التي لا يقبلها العقل ولا الفطرة، بل كما سبق حتى البهائم لا تفعل هذا الفعل فكيف يعمله عاقل، لذلك بعض أهل العلم يقولون: لو لم يحك الله لنا هذا العمل الذي عمله قبل لوط لما صدقنا، ما كانوا يتصورون أن يقع هذا الشيء فيجب على كل عاقل أن يعلم أن هذه الظاهرة لها آثار وخيمة، ولها علاجات سليمة.

*   من الآثار الوخيمة:

1-ما حل بقوم لوط أن الله سبحانه وتعالى خسف بهم الأرض، فجعل عاليها سافلها، يقول ابن القيم: "(( ثُمَّ أكَّدَ قُبْحَ ذَلِكَ بِأنَّ اللُّوطِيَّةَ عَكَسُوا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْها الرِّجالَ، وقَلَبُوا الطَّبِيعَةَ الَّتِي رَكَّبَها اللَّهُ فِي الذُّكُورِ، وهِيَ شَهْوَةُ النِّساءِ دُونَ الذُّكُورِ، فَقَلَبُوا الأمْرَ، وعَكَسُوا الفِطْرَةَ والطَّبِيعَةَ فَأتَوُا الرِّجالَ شَهْوَةً مِن دُونِ النِّساءِ، ولِهَذا قَلَبَ اللَّهُ سُبْحانَهُ عَلَيْهِمْ دِيارَهُمْ، فَجَعَلَ عالِيَها سافِلَها، وكَذَلِكَ قُلِبُوا هُمْ، ونُكِّسُوا فِي العَذابِ عَلى رُؤُوسِهِمْ.))"([3])، فعم العذاب وعم العقاب بل حتى امرأة لوط لم تسلم؛ لأنها كانت تدل على أضيافه فهو ذنب عقابه يشمل.

 2- هذه الكبيرة من كبائر الذنوب لها آثار في المجتمع خطيرة صحية واجتماعية ونفسية، كثير من الأمراض تأتي عبر هذه الفاحشة، وهذه الرذيلة، وكثير من الأضرار نفسية تأتي من خلف هذه الرذيلة والفاحشة، وهي خطر على الفرد والمجتمع، والعجيب أن هذه الظاهرة تزداد وتتقبل من بعض الناس.

*   وإنما كان سبب هذه الظاهرة وازديادها:

1-  ضعف الوازع الديني وتلاعب الشيطان.

2-   وتربية الأبناء تربية غير صحيحة وتعرض البعض للاعتداءات والعنف، وهذا انتبهوا له بعض الأبناء حيث يتورط فيعتدى عليه مثلًا ويصور، ويهدد بهذه الصورة إن لم تفعل كذا أو لم تطعنا في كذا فإننا سنفعل بك كذا وكذا، فلا تستسلم لهؤلاء الأشرار بل قاومهم واستعن بمن يعاونك.

3-  من أسباب الوقوع في هذه الفاحشة تناول المخدرات فإن المتعاطي يفعل كل شيء للوصول إلى الحبوب والمخدرات، ويستغله أهل الشهوات لنيل مآربهم من خلف هذه الحبوب.

4-  من أسباب ظهور هذه الفاحشة وتزايدها الدعوات الكاذبة لمثل هذه الفواحش، تزيينها وعدها حرية شخصية.

5-  من الأسباب التي هي سبب من الأسباب إتيان النساء  في غير ما شرع الله سبحانه وتعالى كما فعل بقوم لوط كما قال أهل التفسير فإن بدايتهم أنهم أتوا النساء في غير المحل المشروع شرعًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا » ([4]) .

6-  الصحبة السيئة ومصاحبة مثل هذه الأجناس والأطياف التي تؤثر على بعض الشباب.

*  العلاج لهذه القضية:

1-   أول علاج وأهمه التربية الإيمانية، والمقصود بالتربية الإيمانية التربية على التوحيد والعقيدة الصافية، مهم جدا أن يتربى الشباب على التوحيد، لا يتعلق الإنسان بهذه الشهوات التي لا يقبلها عقل ولا فطرة إلا لخلو القلب من محبة الله، أو ضعف محبة الله سبحانه وتعالى، فيتعلق القلب بالصور يتعلق القلب بالمردان، يتعلق القلب بفلان وفلان، فيصبح عنده تعلق لأنه صادف قلبًا خاليًا فتمكنا، فعلاج هذه القضية علاج توحيد، على رأس الأمر أن يعظم الله ويحبب الله في قلوب الناس، فإن أحب الإنسان ربه محبة ذابت جميع الشهوات في مقابل محبة الله سبحانه وتعالى وخوفه ورجائه.

2-   التربية الإيمانية من جانب الإيمان باليوم الآخر، فإن الله سبحانه وتعالى أعد للمتقين جزاء عظيمًا، وأعد للمجرمين المفسدين عذابا أليماً، فلابد أن يوقن الإنسان بهذه العقيدة إيقانا يقينا قويًا.

3-   من الأمور المهمة في الجانب العقدي الإيمان بقضاء الله وقدره، فإن الله سبحانه وتعالى قسم ووزع، وخلق هذا ذكرا وخلق هذا أنثى، وجعل في ذلك حكمة كبيرة، ونهى أن يتمنى الإنسان هذا ما عند هذا ﵟوَلَا تَتَمَنَّوۡاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖﵞ ﵝالنِّسَاء : ﵒﵓﵜ فلا يتمنى الإنسان ما فضل الله به هذا على هذا، بل يؤمن بقضاء الله وقدره بأن الله سبحانه وتعالى خلقه رجلا، وأن هذا الرجل له صفات وأن هذه المرأة لها صفات، فلا يخرج الإنسان من صفاته إلى صفات غيره كما أنه لا يخرج من الذكورية إلى الأنوثية، لا يخرج من الإنسانية إلى الحيوانية، لذلك لا يخرج من الذكورية إلى الأنوثية ولا الأنثى تخرج إلى الذكورية، بل هذا له أساس وله طريق، وهذا له أساس وله طريق في المجتمع.

4-   من العلاج المهمة التربية الأخلاقية أن يتربى الإنسان على الأخلاق، أن يتربى الإنسان على العفة على الشهامة على الرجولة، تتربى البنت على الأنوثة على الأمومة، يتربى الإنسان على العفة على الصبر يتربى الإنسان على أخلاق النزاهة عن هذه الأشياء، يكون عاليًا في نفسه، الإسلام يريد أن يرتقي بنا فلا يهوي الإنسان بنفسه.

5-    من العلاج المهمة الالتزام بالزي الشرعي، أن يلبس الإنسان الزي الشرعي، وهنا نتكلم عن الزي الشرعي عن طريقين:

الطريق الأول أن يستر عورته ولا يبدي عورته، ولا يتجمل خصوصا الآن مع انتشار هذه المواقع التواصل الاجتماعي، هذا يصور جسمه وهذا يصور عورته، هذا خطير جدا.

 الطريق الثاني: الالتزام بالزي الشرعي من حيث أنه لا يلبس غير لباسه، فلا يلبس الرجل لباس الأنثى، ولا تلبس الأنثى لباس الرجل، عن ابن عباس قال (لَعَنَ رَسولُ اللهِ ﷺ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجالِ بالنِّساءِ، والمُتَشَبِّهاتِ مِنَ النِّساءِ بالرِّجالِ) ([5]).

6-    أيضا وهذا مهم البعد عن أصحاب هذا الفكر وأصحاب هذه الطباع الصاحب ساحب، وكلما كنت في بيئة من هذه البيئة التي انتشرت فيها هذه الفاحشة فإنه يصعب عليك أن تخرج بتفكيرك وتريد إن أردت التوبة، وأردت الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وأنت تصاحب هؤلاء، فإن العقاب قد يعم كما عم في زوجة لوط.

7-   من الأسباب العلاجية المهمة أن يربى الطفل على أن لا يتشبه بالأنثى، أن لا يكون مخالطا للأنثى بحيث أنه يسرق طباعها، وهي تسرق طباعه وهذا مهم للأب وللأم، لذلك ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ » ([6])  فهذا التفريق يعطي خصوصية للرجل يعطي خصوصية للبنت إذا كان التفريق بين البنت والبنت الولد والولد أو الذكر والذكر في المضجع فالتفريق بين الذكر والأنثى من باب أولى، فيربى هذا تربية صحيحة، وتربى هذه تربية صحيحة حتى لا يسرق الذكر طباع الأنثى ولا تسرق الأنثى طباع الرجل.

8-   من العلاجات المهمة الدعاء يكثر الإنسان من دعاء الله سبحانه وتعالى أن ينجيه من هذه الفتنة، وإن وقع يدعو الله سبحانه وتعالى أن يخلصه من هذه الشهوة وهذا الابتلاء.

9-    من الأسباب العلاجية قراءة القرآن، فالقرآن علاج عظيم لأمراض القلوب وهذه الشهوات.

10-                    من الأسباب العلاجية الزواج أن يزوج كما قال لوط: ﵟقَالَ هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِيٓ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ ٧١ﵞ ﵝالحِجۡر : ﵑﵗﵜ ، أن يزوجوا حتى لا يقعوا في مثل هذه الفاحشة.

11-                     أمر مهم في الأسباب العلاجية غض البصر ، هذا البصر لابد أن يغض حتى لا يتأثر القلب فيغض بصره عن مشاهدة المحرمات من المردان وغير ذلك، واليوم وهذا واقع مؤلم مع انفتاح مواقع التواصل الاجتماعي وقلة الوازع الديني والإيماني وقلة المراقبة من الوالدين انفتح على بعض الشباب مثل هذه الصور ووقع لا تحمد عقباه، أيضا من العلاجات المهمة استغلال الوقت، فلا نجعل لأبنائنا ولا لأنفسنا وقت فراغ، وقت الفراغ مضيعة من فراغه.

إنّ الشبابَ والفراغَ والْجِده    ***    مُفسدةٌ للمرء أي مَفسدة

 فالشباب إن وجد فراغًا قد ينتهي بمثل هذه المحرمات ويقع فيها.

12-                    من العلاج المهمة إذا لم يكن العلاج يعني يستطيع الإنسان السير إلى هذه العلاجات فهناك علاج طبي، إذا كان المرض طبيًا وهناك علاج نفسي وهناك علاج سلوكي، وهناك مراكز متخصصة في علاجات مثل هذه الأمراض.

13-                    من العلاجات التفكير السليم يحاول الإنسان أن يفكر التفكير السليم، ويحاول أن يعالج نفسيته الداخلة يقنع نفسه برجولته، يقنع نفسه بأن هذا محرم، يقنع نفسه بأن هذا مخالف للفطرة، يحاول أن يغير تفكيره الداخلي حتى تتغير إرادته ويبتعد عن مثل هذه المحرمات.

 من العجب حفظكم الله أن يأتي بعض الناس ويدلل على جواز مثل هذه الرذيلة لأدلة واهية وضعيفة كأن يقول إن هذا موافق للفطرة أو أن يأتي بأدلة من القرآن لا تسعفه في هذا الباب، والأعجب من ذلك أن بعض الناس يستدل بالقرآن والسنة على تجويز مثل هذه الأمور كما ذكرت لكم بأدلة لا تسعفه ولا تنهض معه ولكنه أراد أن يتعلق في وسط البحار بقشة تنجيه وليست بمنجية له.

 في الختام حفظكم الله يجب علينا أن نتكاتف، ويجب علينا أن ننصح، ويجب علينا أن نربي ويجب علينا أن نبتعد عن مثل هذه الرذائل لأن خطورتها وخيمة على الفرد وعلى المجتمع، وهي كما سبق مخالفة للفطرة مخالفة للعقل السليم مخالفة للقرآن والسنة مخالفة للرجولة، ولا يرضاها المجتمع.


 

([1]) رواه أحمد (2916).

([2]) رواه الترمذي (1457)، وابن ماجه (2563).

([3]) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي = الداء والدواء ١/‏١٧١ — ابن القيم (ت ٧٥١).

([4]) رواه أبو داود (2162)، وأحمد (10209).

([5]) رواه البخاري في صحيحه (5885).

([6]) رواه أبو داود (495)، والترمذي (407).