مآثر لا تنسى للقائد الراحل زايد بن سلطان آل نهيان


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات

كم في فعل الخير في سويداء القلب من أثر , وكم في الإحسان للناس من امتلاك لقلوب البشر .

وكما قال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم…فطالما استعبد الإنسان إحسان.

نعم هذا ما كان منه فلم تستطع قلوبنا إلا حبه أتدرون من هو ؟

هو الشيخ القائد الراحل زايد بن سلطان آل نهيان -أسكنه الله فسيح الجنان- ملك قلوب أبنائه بما كان يقوم به من عدل وإحسان, ومد يد الخير والعون والعطاء , فما كان يملكه هو في الحقيقة لأبنائه.

وليس هذا فحسب بل كان للابن أباً وللأب ابناً , مع حلم ورحمة ورجحان عقل وحكمة.

لا تكاد تنظر في دولة من الدول إلا وتجد له بصمة خير في أرجائها حتى انتقلت هذه البصمة من الواقع الخارجي فرُسمت في القلب الداخلي.

بل ولم يكتف بالفعل حتى أكد بالقول ما يفعله فتكلم بجميل الكلمات التي كانت تخرج من ذلك القلب الرحيم فتقع في قلوب الناس أجمعين.

أليس هو القائل: “البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي”.

وهو القائل:”المال عندنا ليس غاية في ذاته, وإنما هو وسيلة لخدمة الشعب”.

وهو القائل:”علينا أن نحسن رعاية الأبناء وتوجيههم التوجيه السليم ، فكل منا مسؤول وراع ، وعلينا أن نحسن هذه الرعاية كما أحسن الله رعايتنا”.

وهو القائل: “العلم كالنور يضيء المستقبل وحياة الإنسان؛ لأنه ليس له نهاية ولابد أن نحرص عليه, فالجاهل هو الذي يعتقد أنه  تعلم واكتمل في علمه, أما العاقل فهو الذي لا يشبع من العلم؛ إذ أننا نمضي حياتنا كلها نتعلم”.

وهو القائل: ” إن تعاليم ديننا الحنيف ومعرفة القرآن الكريم هما قاعدة الانطلاق إلى العلوم الباقية؛ لأن القرآن الكريم يعطينا قواعد الكلام ووضوح المنطق ويضيء لنا طريق المستقبل”.

 

وهو القائل: ” إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية, بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة”.

وهو القائل: “إن الفساد هو الفاحشة الكبرى..الفساد لا يفلح أمة..وهو مرض يجب استئصاله وبتره؛ لأنه معدٍ ولا يجوز السكوت عليه..وعلينا أن نعالج الفساد ونمنعه ؛ لأننا لا نريد أن يكون بيننا مريض بهذا الوباء الذي يلطخ الدولة ككل ويلوثها”.

فتأمل جميل العبارات في هذه الكلمات ووضع الأيدي على جميع الجراحات, وبذل والوسع في إصلاح جميع المجالات.

وقد أحسن الشاعر عبيد بن قذلان المزروعي في ذكر مآثر الشيخ زايد رحمه الله في قصيدته العصماء الذي قال في مقدمتها:

اعتلت والروح تشهـق يا ملا وين  السلام… فكرةٍ منها خفوقي يستثير المسأله
فكرةٍ واليوم فيها مرّبي عن الف عام…لين ضاق الصدر فيني والحديث استثقله
في ضلوعي قلب ينبض بالولا تحت النظام…ينبض بإسم النصيحه واعقله و وكّله
وابتدي بقوال شيخٍ قاد شعبه للأمام….شيخ دوّن بالفعايل حكمته والامثله
شيخ بالإصرار كوّن وحدةٍ للإلتحام…. ثمْ بنى للمجد دوله شامخه ومجمّله 
شيخ شكّل من جيوشه للوطن ضد السهام …. درعْ وحصونٍ متينه بالتعاون كمّله
شيخ يوم النفط ثروه أرخصه لأجل الأنام….ولاحسب ذا المال غايه بلْ وسيله موصله
للثقافه لي تنوّر امةٍ بعد الظلام…… امةٍ تعشق ثراها والقلوب تحنّله
وهذ انا منكم وفيكم ماسعيت الا مرام …مقصدي بالقول واضح والرموز مشكّله

ولا أملك في الختام إلا أن أقول كما قال الشاعر:

يا راحلاً عنا وليس براحل ٍ   هيهات ذكرك لا يروم رحيلا

إن ضم هذا القبر جسمك حبّذا    لو ترتضي منّا الضلوع بديلا

فاللهم اغفر للشيخ زايد وإخوانه وارفع درجاتهم في عليين, اللهم ووفق ولي أمرنا الشيخ خليفة لما تحبه وترضاه ومده بالصحة والعافية, اللهم أيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده لكل خير يا رب العالمين.

اللهم اجعل دولة الإمارات دولة آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين وأحفظها من كيد الحاسدين والمفسدين وأنت خير الحافظين.