أحكام السلام في الإسلام


نسخة (PDF)نسخة (PDF)
التصنيفات
القسم: 
القسم: 

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد:

 أسأل الله جل وعلا أن يوفقنا للمجالس النافعة، وأن يتقبلها منا، وأن يجعل مثل هذه المجالس في موازين حسناتنا وسبيلا إلى مرضاته وإلى القيام بطاعته جل وعلا.

 الموضوع المتعلق بهذه المحاضرة هو الكلام عن أحكام السلام، ولا شك أن من أعظم ما يحرص عليه الإنسان في حياته أن يحرص على كل شيء يقربه إلى الله جل وعلا، سواء كان من العبادات اللفظية أو من عبادات الجوارح أو من الأعمال القلبية؛ لأن المسلم في هذه الدنيا مسافر، والمسافر لا بد أن يتخذ له من الزاد، ولا يمكن أبدا للمسافر أن يقطع طريقا إلا إذا تزود بما ينفعه ويصل به إلى نهاية هذا الطريق، والسير إلى الله جل وعلا هو أعظم السير وهو أفضل المسالك التي يسلكها الإنسان في هذه الدنيا، وأعظم الطرق التي يطرقها ويمشي فيها، ولذلك من حرص المسلم أنه كلما علم بفضيلة من الفضائل حرص على الإتيان بها وعلى العمل بمقتضى الأدلة الدالة عليها، ومن ذلك هذا الأمر العظيم الذي يغفل عنه كثير من الناس وهو أمر السلام، وهي التحية التي تكون بين الناس والتي تدل على الصلة فيما بينهم، فإنه قد ورد فيها من الفضائل والمناقب ما جاءت الأدلة بتوافرها، وقبل أن نذكر شيئا من الفضائل ثم بعض الأحكام المتعلقة بالسلام، ثم ذكر بعض الأخطاء التي يقع الناس فيها في هذا الباب لا بد أن نعلم أن السلام هذه اللفظة هي اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، فإن من أسمائه السلام، وعندما تقول للعبد: السلام عليكم فأنت تدعو له بالسلامة، ولذلك تستعمل هذا الاسم العظيم في هذه التحية فتدعو له بطلب السلامة من الله جل وعلا، ولذلك لا يقال: السلام على الله، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: «لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام» ([1]) ، إذًا هذه التحية هي تحية أهل الإسلام، ورد في فضائل السلام عموما أدلة كثيرة لكن لابد أن نعلم أن السلام في أصله كان حتى في الأمم السابقة، ولذلك لما دخل القوم على إبراهيم وهم الملائكة: ﵟفَقَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞ قَوۡمٞ مُّنكَرُونَ ٢٥ﵞ ﵝالذَّارِيَات : ﵕﵒﵜ فبدءوه بلفظ السلام الذي هو بداية اللقاء والصلة التي تكون بين الإنسان وبين غيره، ثم إن الله جل وعلا أمرنا ذلك قال: ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاﵞ ﵝالنُّور : ﵗﵒﵜ، فأمر الله جل وعلا عباده إذا دخلوا بيوتا لا يدخلوا هذه البيوت ويستقروا فيها حتى يستأذنوا أولا وهو مفتاح الدخول، ثم أيضا أن يسلموا على أهلها، ولذلك كان من سنته صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخل إلى بيته ابتدأ بالسلام، وهذه فيها الدعاء لأهل البيت بالسلامة، ولا شك أن الإنسان أحرص ما يحرص على أقاربه أن يحرص على أهل بيته، وبعض الناس للأسف يدخل إلى بيته، وقد غفل عن هذا الأمر العظيم وربما ابتدأ بطلب أمر أو باللوم على شيء دون أن يبدأ بهذا الأمر، وربما لو بدأ بالسلام لكان هذا خيرا له ولأهله وكان مفتاحا إلى السلامة من كل شر لفظي أو من كل شر معنوي أو من كل شر بغير ذلك، جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله وأرضاه أنه قال: يستأذن على ذوات المحارم ومثله، وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كانوا في دار واحدة يتنحنح ويتحرك أدنى حركة يعني للاستئذان أي: للاستئذان حتى يعلم أهل الدار أنه في الداخل، بل إن الإنسان إذا دخل إلى بيته وليس فيه أحد فيسلم، يقول جل وعلا: ﵟفَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗﵞ ﵝالنُّور : ﵑﵖﵜ ، جاء عن مجاهد ابن جبر المكي رحمه الله قال: «إذا دخلت المسجد فقل: السلام على رسول الله-وهذا وارد من الأذكار- ، وإذا دخلت على أهلك فسلم عليهم، وإذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين»، قال قتادة ابن دعامة السدوسي رحمه الله: «حُدثنا أن الملائكة ترد عليه» ([2])، وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله جل وعلا: ﵟتَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗﵞ قال: «حسنة جميلة» ([3]) ، فهذا يدل على أهمية هذه التحية، ولذلك أمرنا ربنا جل وعلا بحسن الرد فيها قال: ﵟوَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآﵞ ﵝالنِّسَاء : ﵖﵘﵜ ، ولذلك قال أهل العلم: الرد على السلام واجب، وسيأتي تفصيله، وإن كان ابتداء السلام سنة لكن الرد عليه واجب، وهذا مما يتهاون فيه كثير من الناس، فلو يعلم الإنسان ما في هذا اللفظ اليسير وهذه الجمل اللطيفة من الفوائد والمنافع يا إخوة لما غفل عنها، ولكن وصل بنا الأمر أن السلام هذا الذي هو شعيرة من الشعائر العظيمة للأسف أصبح عند كثير من الناس من السنن المنسية، فربما يمر على غيره من أهل الإسلام لا يسلم سواء كان في مكان عام أو كان في مكان خاص أو على أهل بيته حتى صار لفظ السلام لفظا غريبا على الألسن، وربما لو رأيت شخصا يسلم على أناس لا يعرفهم لتعجبت من ذلك، وقلت ما له لماذا يسلم يعني حتى انعكست الأمور وصار الذي يطبق السنن أمره مستغرب؛ لأن الناس قد اعتادوا على ترك هذه السنة للأسف الشديد، لو نظرنا في فضائل السلام ففضائله كثيرة نذكر بعضا منها في هذا المقام، من هذه الفضائل:

 أولا: أن إفشاء السلام سبب لدخول الجنة، والإنسان يا إخوة أعظم ما يريد أن يصل إليه هو دخول جنات النعيم والنظر إلى وجه الكريم سبحانه وتعالى، وأعظم لذات الجنة النظر إلى وجهه سبحانه، فإذا بلغك أن أمرا من الأمور يوصلك إلى جنات النعيم فكيف بالله يصح من العاقل أن يترك هذا الأمر، إذا علمت أن ركعات سبيلك إلى دخول الجنة أو علمت أن مجالس علم سبيلك إلى دخول الجنة، أو علمت أن هذا السلام سبيل إلى دخولك جنات النعيم، فإن من الخذلان أن يتركه الإنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن عبد الله ابن سلام رضي الله عنه قال: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليهأقبلوا عليه-، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب وكان أول شيء تكلم به أن قال- تأملوا النبي عليه الصلاة والسلام جاء إلى المدينة يبلغ دين الله جل وعلا اجتمع حوله الناس كان أول ما أوصى به قال-: «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام» ([4])، أول ما جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة واجتمع الناس حوله دعاهم بهذه الدعوات الطيبات، ودلهم على هذه الفضائل وهل يتوقع من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدلهم على أمور عادية أو أمور ليست بذات قيمة، وهو يلتقي لأول مرة بهؤلاء رضي الله عنهم وأرضاهم وقد آمنوا به فحثهم على ما ينفعهم في حياتهم وعند ربهم سبحانه وتعالى: «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام» إذًا إفشاء السلام من أعظم ما يوصل العبد إلى جنات النعيم، ثم بين أيضا النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من فضائل السلام أن السلام سبب للتآلف بين أهل الإيمان، قال عليه الصلاة والسلام: «لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا-المحبة في الله أمرها عظيم- ، أوَلاَ أدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ»([5]) ، قال العلماء: السلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل مع ما فيه من رياضة النفس ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين، إذا مر الإنسان بأخيه ولم يسلم عليه فإن الشيطان يعطي فرصة لبث الخلاف والفرقة والجفاء، لماذا لم يسلم هذا متكبر ألم يرني لماذا لم يقل كذا لماذا لم يرفع يده لماذا لم يأتي يصافح، انظر لكنك تذهب كيد الشيطان بهذه اللفظة اليسيرة، ثم أيضا تكون سببا للتآلف بينك وبين أخيك فأنت تقول له: السلام عليكم، فإنك تدعو له بالسلامة، إذا قال لك إنسان أنا أدعو لك ألا يفرحك هذا، يفرحك والله يعني ما الصلة التي بيني وبينك حتى تدعو لي، وهو عندما يقول السلام عليكم هو دعاء لك بالسلامة، فينبغي أن تفرح أن أخاك يدعو لك بهذا الدعاء الطيب، وهو أن يسلمك الله من الآفات ويسلمك في دينك ويسلم في عافيتك ويسلمك في مالك ويسلمك في أبنائك فإذًا هذا من باب الدعاء، فهذا يزيد محبته في قلبك ويزيد اقترابك منه وتآلفك معه، والعكس بالعكس إذًا من أعظم الأمور التي تقوي العلاقة بين أهل الإيمان أمر السلام، فلا ينبغي للإنسان أن يتهاون فيه، كم من قطيعة أذهبها الله بالسلام، وكم من جفاء أبعده الله بالسلام، وكم من قلوب متنافرة تجاذبت بالسلام، وكم من نفوس متشاحنة ذهب غيظها بالسلام، وكم من أنفس كان بينها من الكراهية والبغض كلمة السلام أذهبت ذلك كله، والعاقل لا يمكن أن يفرط في هذا الأمر بل العاقل يسعى في كل سبيل إلى تقوية الصلة بينه وبين أحبابه وإخوانه وعلى أقل تقدير إن لم يكن بينك وبين فلان من الناس محبة وتوادد فلا أقل من أن لا يكون بينك وبينه بغضاء، ومن أعظم ما يذهب البغضاء السلام.

 ثم كذلك من الفضائل أن من فعل السلام أو قام به أو قاله فإنه يفعل خصلة من خير خصال الإسلام، لذلك جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنَّ رَجُلًا سَألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلامِ خَيْرٌ؟-ومعنى ذلك أيّ أعمال الإسلام خير؟-  قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَتتصدق-، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»([6]) ، نحن الآن في زمن للأسف حتى السلام صار مختصرا مقتصرا على من عرفت بل على بعض من عرفت، وكأنّ بقية الناس لا تجمعك معهم وشائج الإيمان وروابط الإيمان تسلم على صديقك وتترك الذي بجانبه تسلم على قريبك وتترك الذي حوله، تسلم على من عرفت وتترك من لم تعرف، النبي عليه الصلاة والسلام يخبرك خير خصال أهل الإيمان خير خصال الإسلام: أن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف، ليس بالضروري أن تعرف فلان من الناس كان فقيرا أو غنيا كان كبيرا أو صغيرا، النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر كما في الصحيح من حديث أنس: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمُرُّ بِالْغِلْمَانِ ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ» ([7])، وربما الصبيان لا يفقهون معنى السلام، ولا يدركون إلا أنه لفظ ومع اعتنى به النبي صلى الله عليه وسلم، إذًا من باب أولى أن تسلم على الكبير البالغ لماذا؟ لأن السلام عليه أدعى لحصول المحبة والمودة بينك وبينه.

 كذلك من فضائل السلام: أنه صدقة، بعض الناس يبخل بماله، وهذه بلية أن يبخل أن يتصدق لكن أن تبخل بلفظ تقوله بلسانك فلا شك هذا من أعظم البخل، جاء عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وتسليمك على الناس صدقة»([8]) ، الصدقة لا تقتصر على المال فقط وإن كان نفعها متعد للآخرين لكن حتى هذا السلام هذا اللفظ اليسير الذي لا يأخذ من جهدك ولا يأخذ من مالك، ولا ينقص من متاعك ولا يضعف من قوتك هو صدقة لك، لك فيها الأجور والحسنات حتى تبسمك، انظر لو جمعت بين التبسم وبين السلام صدقة وصدقة حسنات وحسنات أجور وأجور.

 أيضا من فضائل السلام: أنه إذا كان مع المصافحة فله أجر زائد، جاء في حديث حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه -هنا زيادة تقارب الأبدان يا إخوة لها أثر في تقارب القلوب، لو سلمت عليه دون مصافحة فعلت أجرا، أو استحققت الأجر بإذن الله، لكن أن تقرب منه فتصافحه أيضا فلا شك هذا له أثر أكبر، هذا يدل على تواضع منك وعلى خفض الجناح للمؤمنين وعلى اقتراب منه وأخذ يدك بيده أعظم من مجرد السلام عن بعد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر» ([9])  انظر الأجر العظيم، الذنوب تتناثر كما تتناثر أوراق الشجر، وجاء عن البراء رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَينِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا»([10])، لا إله إلا الله أمر عظيم: « إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا»، ومن لا يريد مثل هذا الأجر وهذه الفضيلة وهذه المزية وهذه المنزلة والمكانة، كذلك الإنسان إذا حرص على السلام فإنه بحسب ما يحرص عليه من لفظه ينال من الحسنات، جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس قال: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم: «عَشْرٌ حسنات» ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، فَقَالَ: «عِشْرُونَ حسنة» -يعني استحقها كما استحق الأول عشر حسنات- ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَركَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، فَقَالَ: «ثَلاثُونَ حسنة»([11]) ، تصور أنك تمر وسلمت على كل أحد: السلام عليكم ورحمة الله فصافحته أيضا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجئت إلى الآخر والثالث والرابع والعاشر ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء لكن بعض الناس يا إخوة محروم، إذا دُلَّ على خير لا يحرص عليه، وإذا فتح له باب أجر لا يأتيه يحرم نفسه، وكأنه زاهد في الأجور ونحن والله أننا بحاجة إلى الحسنة الواحدة ليس إلى ثلاثين حسنة، الحسنة الواحدة نحن بحاجة إليها، فكيف إذا صافحت أو سلمت على أناس تمر عليهم ثلاثون حسنة فثلاثون حسنة فثلاثون حسنة حسنات لا تخسر فيها شيء لا تخسر فيها شيئا أبدا، ولا تتكلف شيء ولا ينقص شيء حتى من قوتك، ولذلك قوة الإيمان يا إخوة ليست بالضروري أن يكون لها صلة بقوة البدن، بعض الناس ضعيف البدن قوي الإيمان حريص على الأجور هذه، وبعض الناس قوي البدن لكنه للأسف محروم تجده يعتني بصلاح بدنه وباستقامة قوامه وبجمال جسمه ولكنه لا يبني لآخرته شيئا، ولا يعمر حياته بالحسنات هذا محروم، ربما تجده من مكان إلى مكان يسعى فيما يقوي الجسم أو ما يظهر أثر هذه القوة فيما يرى الناس لكنه للأسف الشديد لا يحرص على الأجور ولا على ما يجلب له الحسنات، هذا أمر عظيم.

 ثم أيضا من منافع السلام: أنه سبب لانتشار السلامة بين المسلمين، جاء في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «أَفْشُوا السَّلَامَ تَسْلَمُوا» ([12])، ما العلة يا إخوة؟ قلنا السلام الدعاء، فعندما تقول لفلان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تدعو لهذا وتدعو لهذا وهذا يدعو لهذا، ولعل الله عز وجل يستجيب للعباد بقبول مثل هذه الدعوات، فيكون ذلك سببا للسلامة في المجتمع لكن انظر والواقع والله يعلم أنه يشهد بذلك أنه حينما اختفى السلام بين الناس وقلّ هذا اللفظ في حياتهم انتشر بينهم البغضاء والحقد والتنافر والتباعد، وامتلأت القلوب بالغلّ إلا من رحم الله، فإذًا الحرص على انتشار مثل هذا الدعاء أمر نافع ومؤثر حتى في حياة الناس.

 أيضا مما يعلي شأن أهل الإسلام: السلام وهذه من الفضائل العظيمة أن الرفعة والعلو من أسبابه السلام، قد جاء في الحديث عن أبي الدرداء قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَفْشُوا السَّلَامَ كَيْ تَعْلُوا» ([13]) ، تأمل في قوله عليه الصلاة والسلام في ذكر هذا الأمر مع التعليل: «أَفْشُوا السَّلَامَ كَيْ تَعْلُوا» قال العلماء: كي تعلو أي: يرتفع شأنكم فإنكم إذا أفشيتموه تحاببتم فاجتمعت كلمتكم فقهرتم عدوكم وعلوتم عليه، وأراد الرفعة عند الله جل وعلا تعلو عند الله تعلو في الدنيا وتعلو في الآخرة بهذا اللفظ اليسير.

 كذلك من فضائل السلام: أن غير المسلمين يحسدوننا عليه، وقد جاء النص في اليهود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام والتأمين» ([14]) .

أيضا من أسباب المغفرة ومن موجبات أن يغفر الله جل وعلا لك الذنوب: إفشاء السلام قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي شريح، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة -السائل صحابي والمجيب هو معدن البيان عليه الصلاة والسلام النبي عليه الصلاة والسلام ولا شك أن سائلا يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة سيدلّه على أمر عظيم، قال عليه الصلاة والسلام:- «إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ ، بَذْلُ السَّلَامِ، وَحُسْنُ الْكَلَامِ» ([15]) .

 بل إن من فضائل السلام: أن من سلم ولم يرد عليه أخوه فإن الملائكة ترد عنه، وهذا فيه رفعة لصاحب السلام البادئ به المبادر إليه، فقد جاء عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ السَّلَامَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ ، وَضَعَهُ فِي الْأَرْضِ ، فَأَفْشُوهُ بَيْنَكُمْ، وَإِنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ إِذَا مَرَّ بِقَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ ، كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ فَضْلُ دَرَجَةٍ ، بِتَذْكِيرِهِ إِيَّاهُمُ السَّلَامَ، فَإِنْ لَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ ، رَدَّ عَلَيْهِ مَنْ هو خَيْرٌ مِنْهُمْ وَأَطْيَبُ» ([16]) ، قال العلماء: أراد بذلك الملائكة، رد عليه من هو خير منه وأطيب، ولذلك يا إخوة أدرك الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم هذه الفضائل العظيمة في باب السلام، أدركوها وعلموا مكانتها وفضلها ومنزلتها وما يجني منها العبد من الحسنات والأجور، فحرصوا على ذلك فقد جاء عمر رضي الله عنه: «أَنَّ الْأَغَرَّ - وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ- قبيلة- ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ لَهُ أَوْسُقٌ مِنْ تَمْرٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، اخْتَلَفَ إِلَيْهِ مِرَارًا، ذهب إليه يأخذ حقه- قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ مَعِي أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، قَالَ: فَكُلُّ مَنْ لَقِينَا سَلَّمُوا عَلَيْنَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَلَا تَرَى النَّاسَ يَبْدَأُونَكَ بِالسَّلَامِ فَيَكُونُ لَهُمُ الْأَجْرُ؟ ابْدَأْهُمْ بِالسَّلَامِ يَكُنْ لَكَ الْأَجْرُ» ([17]) ، بعض الناس يا إخوة فيه نوع كبر، إذا التقى بالناس ينتظر أن يسلموا عليه ومن أنت؟ أنت لا تريد البدء بما تستحق به الأجور والحسنات، فانظر إلى توجيه أبي بكر رضي الله عنه للأغر قال: ألا ترى الناس يبدؤونك بالسلام فييكون لهم الأجر ابدأهم أنت بالسلام يكن لك الأجر، ولذلك من عجائب حرص الصحابة على هذه اللفظة التي علموا أنهم ينالون بها الأجور أن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أحد علماء الصحابة وأحد العبادلة الأربعة ومن أفقه الصحابة رضي الله عنهم جميعا، جاء عن الطفيل ابن أبيّ ابن كعب وهو يحكي قال: كان يأتي عبد الله أنه كان يأتي يعني يأتي إلى عبد الله ابن عمر فيغدو معه إلى السوق يذهب معه إلى السوق تعرفون أسواق المدينة صغيرة هذا يبيع القماش وهذا يبيع الطعام، قال: «فَإِذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ لَمْ يَمُرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى سَقَّاطٍ، وَلَا صَاحِبِ بَيْعَةٍ، وَلَا مِسْكِينٍ-يعني الذين في الطريق- ، وَلَا أَحَدٍ إِلَّا يُسَلِّمُ عَلَيْهِ-ابن عمر يمر على هذا يسلم عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يمر على الذي بعده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته- قَالَ الطُّفَيْلُ: فَجِئْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَوْمًا، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ بِالسُّوقِ وَأَنْتَ لَا تَقِفُ عَلَى الْبَيْعِ، وَلَا تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ، وَلَا تَسُومُ بِهَا، وَلَا تَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ السُّوقِ؟ -أنت لا تشتري- فَاجْلِسْ بِنَا هَاهُنَا نَتَحَدَّثُ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَبَا بَطْنٍ، وَكَانَ الطُّفَيْلُ ذَا بَطْنٍ، إِنَّمَا نَغْدُو مِنْ أَجْلِ السَّلَامِ، نُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقِيَنَا» ([18])، نذهب فقط لأجل السلام ثلاثين حسنة، هو لو قعد في بيته لو جلس في بيته ربما ما حصل عليه إذا يخرج عند الناس الذين حوله يسلم عليهم، وهذا من حرصه رضي الله عنه وأرضاه، ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كان يأمر الصحابة ويعلمهم هذه القضية يعلمهم هذا الأمر العظيم، جاء عن البراء ابن عازب رضي الله عنه قال: «أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع، فذكر: عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم» ([19]) ، يعني: إذا أقسم عليك رجل أن تبره بقسمه قال: وإفشاء السلام، إذًا هذا من الأمور المحببة إلى نفوس المؤمنين الذين يحرصون على تحصيل الحسنات، هذه بعض فضائل السلام.

 وأما أحكام السلام فكثيرة منها ما مر علينا في دلالة بعض هذه الأدلة، ومن ذلك أن السلام الابتداء به سنة ولكن الرد واجب إن كان الشخص لوحده فيجب عليه أن يرد وإن كان في جماعة فرد بعضهم فإنه يسقط التكليف عن الباقين، تكون من فروض الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، فلو جاء رجل وسلم على جماعة فرد بعضهم عليه يكفي ذلك، ولو ردوا جميعا كسبوا الأجور وحصل كل واحد منهم على ما ورد في الفضائل من الحسنات.

 كذلك من الأمور المهمة: أن الواجب في رد السلام أن يكون على الصفة الواردة أو ما زاد عليها ومعنى ذلك إذا قال لك رجل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن الواجب أن ترد بهذه الصيغة الكاملة وإن قال: السلام عليكم الواجب عليك: وعليكم السلام وإن أردت الحسنات كما جاء في الحديث فترد عليه بأوفى من ذلك، لذلك قال الله جل وعلا: ﵟوَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآﵞ ﵝالنِّسَاء : ﵖﵘﵜ قال ابن كثير رحمه الله: «أي: إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم، أو ردوا عليه بمثل ما سلم، فالزيادة مندوبة، والمماثلة مفروضة» ([20]) ، يعني: إذا رددت عليه بمثل ما قال هذا مفروض فرض عليك، وإذا زدت فهذا أفضل لكن سيأتي معنا التنبيه إلى أن الزيادة ليست مطلقة أن تضيف فيها ما تشاء؛ لأن الأجر ورد في اللفظ النبوي الوارد في ذلك ولأنه مهما حاول الإنسان أن يأتي ببعض الألفاظ التي يزين بها سلامه أو ترحيبه لن تقوم مقام السنة النبوية، ولن تكون هذه الألفاظ بدلالات ألفاظ الحديث النبوي، فبعض الناس يقول: وعليكم السلام يا قوم يا كرام ويضيف أشياء من هذه لا داعي لمثل هذه الألفاظ التي في الحقيقة كأن فيها نوع استدراك أو استحسان، أنت مسلم مطالب باتباع النبي صلى الله عليه وسلم فلا تعطي لنفسك مجالا في الزيادات التي ليس عليها أدلة، الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فيما ورد عنهم من الآثار كانوا يسلمون بالسلام الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيقتصر الإنسان على ما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

 أيضا من آداب السلام يا إخوة التي ينبغي أن يعتني بها: إعلان السلام قول النبي عليه الصلاة والسلام: «إفشاء السلام»، هذا اشمل من قوله إلقاء السلام، إفشاء السلام نشر السلام هذا أمر عظيم، لذلك قال: «أفشوا السلام بينكم»، وجاء عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: « ثلاث من جمعهنّ جمع الإيمان: الإنصاف من نفسه، والإنفاق من الإقتار، وبذل السّلام للعالم»([21])، انظر: بذل السلام للعالم إفشاء السلام، ولذلك من الأمور المهمة التي يحرص عليها الإنسان في بذله للسلام وفي بذله أيضا للرد على من يسلم أن تبلغ حتى غيرك السلام ممّن يطلب منك إبلاغ السلام، إذا قال لك فلان سلم على فلان من الناس فأبلغه فإنها أمانة سيأتي معنا ما يدل على ذلك، وقد جاء أن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : «إنّ جبريل يقرأ عليك السلام»، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته» ([22]) ، أبلغها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، إذًا من الآداب أن تتحمل هذه الأمانة.

 ثم من الأحكام المتعلقة بالسلام: أن الأفضل في الابتداء أن يسلم الصغير على الكبير، جاء في الحديث: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا»([23]) ، ومن توقير الكبير أن تبتدئه بالسلام لا تنتظر من كبير السن أن يبدأ الصغير بالسلام، وإن ابتدأ فله الأجر في ذلك لعموم ما ورد عن أبي بكر وعموم الأدلة في ذلك التي مرت معنا لكن الأصل أن الصغير يسلم على الكبير لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير»([24]) لكن إذا حصل العكس جاز ونال الأجر الذي ابتدأ السلام لكن أدب السلام هنا أن يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير.

 أيضا من السنن وهي للأسف من السنن المنسية: إعادة السلام إذا افترقا شخصان ثم تقابلا، قال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ، أَوْ جِدَارٌ، أَوْ حَجَرٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا»([25])، كنت تمشي مع أخيك فاعترضتكم سيارة فأنت ذهب يمنة وهو ذهب يسرة، التقيتما بعد ذلك تسلم عليه تدعو له السلام دعاء ما المانع كنت تمشي أنت وإياه افترقتما ما بسبب شجرة، فيقول عليه الصلاة والسلام: «ثُمَّ لَقِيَهُ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا »، يعني هل هذا فيه إحراج هل الإنسان يستحي أن يطبق هذه السنة، فيها تطبيق للسنة فيها السلام على أخيك والدعاء له بالسلامة، فلا يوجد ما يمنع من ذلك بل إن المؤمن يسارع إلى تطبيق هذه السنن الواردة عنه صلى الله عليه وسلم، ولذلك لو تذكرون حديث المسيء في صلاته الذي ذهب فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»([26]) ، فرجع فسلم على النبي عليه الصلاة والسلام ثم أمره أن يرجع، فرجع فسلم على النبي الله عليه وسلم والنبي عليه الصلاة والسلام يرد عليه السلام ثم في الثالثة علمه عليه الصلاة والسلام صفة صلاته صلى الله عليه وسلم، ما قال له أنت سلمت في الأولى لماذا تسلم مرة أخرى أبدا، لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، ولذلك قال أنس بن مالك رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَكُونُونَ مُجْتَمِعِينَ فَتَسْتَقْبِلُهُمُ الشَّجَرَةُ، فَتَنْطَلِقُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ عَنْ يَمِينِهَا وَطَائِفَةٌ عَنْ شِمَالِهَا، فَإِذَا الْتَقَوْا سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ» ([27]) ، انظر مع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره أيضا هذا هدي الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، إذا التقوا بعد ذلك سلم بعضهم على بعض.

 كذلك من الآداب في هذا الأمر: الحرص السلام على النساء خاصة المحارم، فإن المحارم لهن حق في أن تدعوا لهن بالسلامة، أما غير المحارم فإن العلماء تكلموا عن قضية وهي أمن الفتنة إذا أمنت الفتنة بهن وعليهن، ولذلك يختلف هذا الأمر باختلاف الحال وباختلاف المكان وباختلاف الموضع، ولذلك نص العلماء وجملة من علماء الشافعية في كتبهم في باب الآداب وفي غيرها نصوا على التفريق بين المرأة الشابة والعجوز، فقالوا الشابة ليست كالعجوز مثلا المرأة الصغيرة ليست كالقواعد من النساء، ولذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أبدا أنه صافح امرأة، تقول عائشة رضي الله عنها: «ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها» ([28]) ، هذه بالنسبة للمصافحة باب السلام أوسع من هذا الباب لا شك، إذا عندك قضية المصافحة هذا أمر قد ورد فيه الحديث، وقال عليه الصلاة والسلام: «لا أصافح النساء» ([29])، نص على ذلك عليه الصلاة والسلام، وأما السلام فإنه يختلف كما قلنا باختلاف الحال وباختلاف الموضع وباختلاف أمن الفتنة في ذلك، هذه جملة من الآداب.

 أما باب الأخطاء في هذا الباب فهي كثيرة، ولا يمكن أن نحصرها في مثل هذا المقام لكن في جملتها الأخطاء في باب السلام هي في غالب الأحوال المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك:

 أولا: باب الإضافات أن الإنسان إذا ابتدأ بالسلام أو رد السلام فإنه يضيف على الصيغة النبوية، معنى ذلك مثلا: أن يقول السلام عليكم يا سادة يا كرام يا كثيري الاحترام يا من وهذا الباب كأن الهدي النبوي لا يكفيك، ولو اقتصرت على ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام لسلمت من هذا الاجتهاد الخاطئ، كونك تبتدأ بالسلام ثم بعد ذلك ترحب بما شئت من أنواع الترحيب لا حرج عليك تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم ترحب بمن شئت بما شئت فعلى العكس هذا قد يكون أمرا مطلوبا؛ لأنه من باب إكرام أخيك المسلم أو من باب إكرام الضيف أو نحو ذلك، لكن أن تتصرف في هدي النبي صلى الله عليه وسلم فتضيف عليها من العبارات أو من الكلمات أو تضع لها من السجع أو نحو ذلك، فهذا ليس من هديه صلى الله عليه وسلم مما يدل يا إخوة على التزام المرء لأن السلام هو في الأصل من باب الأذكار وسيأتي معنا ما يدل على ذلك، الأصل في باب الأذكار أنها تقال كما هي ، فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء في حديث البراء بن عازب قال: «إذا أتيت مضجعك مكان النوم- ، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإنْ مِتَّ مِتَّ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ ، فقلت أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت، قال: لا، «وبنبيك الذي أرسلت»([30]) ، علم البراء هذا اللفظ، فقال يردد للنبي صلى الله عليه وسلم يستذكر قال هذا الذكر ثم قال: «وبرسولك الذي أرسلت، قال: لا، «وبنبيك الذي أرسلت» يعني علمتك ونبيك الذي أرسلت، وفي رواية قال: «فطعن بيده في صدري، ثم قال: وبنبيك الذي أرسلت» ([31]) ، يعلمه معنى ذلك أن تقتصر على الهدي النبوي، ولذلك قال ابن حجر رحمه الله قال: « وأولى ما قيل في الحكمة في رده صلى الله عليه وسلم على من قال الرسول بدل النبي أن ألفاظ الأذكار توقيفية، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس» ([32]) ، معنى ذلك أنه ليس لك أن تقيس بعقلك شيئا على شيء كما أنك لا تزيد في صلاة الظهر عن أربع ركعات ولا تزيد في المغرب عن ثلاث ركعات ولا تزيد في الفجر عن ركعتين، فليس لك أن تضيف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم هناك أدعية يا إخوة مطلقة لك أن تدعو بما تشاء لكن لا تضيف على الهدي النبوي تقول: اللهم أصلح أولادي اللهم آمني في بيتي اللهم اغفر لي ولقرابتي، ادع لا يوجد ما يمنع هذا دعاء مطلق لكن أن تأتي إلى الأذكار المقيدة بزمان أو بمكان أو بوصف أو بعدد فتضيف عليها، هذا لا يصح ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام علم البراء قال له: ونبيك الذي أرسلت.

 أيضا من المخالفات في هذا الباب: ابتداء السلام بغير لفظ السلام كأن تقول مرحبا بك، والأصل الابتداء بالسلام هو الصلة التي تبتدأ بها ثم بعد ذلك ترحب به بما شئت تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح الخير أصبحت بخير إن شاء الله مرحبا بك أهلا وسهلا وغير ذلك من العبارات؛ لأن أول ما يربط بينك وبين أخيك في باب اللقاء هو اللفظ الشرعي هو السلام، ثم بعد ذلك ترحب به بما شئت من الألفاظ، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ»، ما قال: فليرحب ما قال: فليصبح قال: فليسلم عليه، إذًا البدء بالسلام ثم بعد ذلك تقول ما شئت.

 أيضا يا إخوة من الأمور المهمة: عدم المزاح في ألفاظ السلام، بعض الناس يعلق على كل شيء ويدخل المزاح في كل أمر حتى في ألفاظ السلام يضيف فيها بما يضحك الجالسين، ولو اقتصر على الهدي النبوي لكان خيرا له ولغيره، ولذلك يقول قائل مثلا: هل لو قال إنسان مرحبا له عشر حسنات نقول ما عندنا دليل على ذلك الذي عندنا دليل أن من قال السلام عليكم له عشر حسنات، من قال: السلام عليكم ورحمة الله له عشرون حسنة، من قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته له ثلاثون حسنة، هذا الذي ورد فيه الأجر نعم كل عبارة فيها تودد فيها أجر لكن ما ندري ما هذا الأجر، الذي ورد فيه الأجر تحديدا هو السلام فليس لك أن تعدد عددا من الحسنات لشيء لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك فيه.

 أيضا من الأخطاء: عدم  ردّ السلام، تقدم معنا أن السلام ابتداؤه سنة لكن رده واجب، وبعض الناس ربما لا يرد السلام كبرا تكبرا وتعاليا أو إذا سلم عليك فقير أو إذا سلم عليك عامل صاحب مهنة ممتهنة عند الناس أو نحو ذلك لا ترد، بينما لو سلم عليك رجل تاجر أو محبب إلى نفسك بادرت بالرد عليه، تقدم معنا أما في بذل السلام فتسلم على من عرفت ومن لم تعرفه وأما في رد السلام: ﵟوَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآﵞ ﵝالنِّسَاء : ﵖﵘﵜ، يجب عليك الرد كان فقيرا أو صغيرا، يجب عليك الرد إذًا النظر ليس إلى لونه ولا إلى حاله ولا إلى مستواه ولا إلى نحو ذلك ولا إلى أي حالة من مكانته الاجتماعية، ولذلك قال ابن كثير رحمه الله: « قول العلماء قاطبة، أن الرد واجب على من سلم عليه، فيأثم إن لم يفعل، لأنه خالف أمر الله في قوله: فحيوا بأحسن منها أو ردوها» ([33]) .

 أيضا يا إخوة من الأخطاء في هذا الباب في أحكام السلام: أن يبتدأ بقول عليك السلام، هذا الرد تقول: السلام عليكم يقول وعليك السلام، لا يبتدأ به لماذا جاء في حديث أبي جري سليم بن جابر الهجيمي رضي الله عنه قال: «رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال:  لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك» ([34])، فمن المخالفات في باب السلام أن يبتدأ الإنسان بقوله عليك السلام، ونبه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: «عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك» هنا أمر ليس معنى تحية الميت أن الإنسان إذا جاء إلى القبور يقول: عليك السلام فان النبي عليه الصلاة والسلام لما خرج إلى المقبرة قال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون » ([35])، لكن النبي عليه الصلاة والسلام بين أن واقع أهل الجاهلية أنهم كانوا إذا سلموا على الميت قالوا: عليك السلام كانوا يقولون: عليك السلام وإلا فأنت في تسليمك على الأحياء أو في تسليمك على الأموات تقول: السلام عليكم.

 كذلك من الأخطاء وقد ورد التنبيه عليه: عدم رد السلام بالمثل معنى ذلك يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول: وعليك السلام هذا من الأخطاء بل لابد كما سبق معنا ﵟوَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآﵞ ﵝالنِّسَاء : ﵖﵘﵜ.

أيضا يا إخوة: عدم رفع الصوت بحيث يسمع المتحدث، فإن هذا من الأخطاء، وذلك أنك إذا لم تسلم عليه ظنك أنك تشير والإشارة لا تكفي كما سيأتي معنا لا تكفي في السلام، فإذًا رفع الصوت ليس الصوت المزعج، وإنما الصوت الذي يسمع، ولذلك جاء عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: «إِذَا سَلَّمْتَ فَأَسْمِعْ، فَإِنَّهَا تَحِيَّةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةٌ طَيْبَةٌ» ([36]) ، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السلام بالإشارة، فجاء عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَشَبَّهوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى، فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الْإِشَارَةُ بِالْأَصَابِعِ، وَإِنَّ تَسْلِيمَ النَّصَارَى الْإِشَارَةُ بِالْأَكُفِّ والرُّءوسِ» ([37])، فنهى النبي عليه الصلاة والسلام عن التسليم بمجرد الإشارة إلا أن بعض أهل العلم يقول ذلك إذا كان مقتصرا فقط على الإشارة، أما إذا جمع بين الإشارة وبين لفظ السلام فلا حرج في ذلك، معناه أن تشير السلام عليكم لا حرج أو أن تشير برأسك السلام عليكم لا حرج في ذلك لكن لا تقتصر فقط على مجرد الإشارة.

 أيضا من المسائل التي نبهنا وقلنا سيأتي الدليل عليها: أمر تبليغ السلام قال لك رجل: أبلغ السلام لفلان هذه أمانة، إما أن تقول له سأحاول حتى لا تتحمل هذه الأمانة، أو تقول له إن تذكرت فتشترط عليه هذا الأمر حتى لا تتكلف ذلك، فلذلك جاء رجل إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال: إن فلانا يقرئك السلام، قال له سلمان: مذ كم -منذ متى- فذكر أياما قال: منذ كذا، قال له سلمان: أما لو لم تفعل لكانت أمانة تؤديها، إذًا هذه أمانة إن تحملتها فأبلغها، والله جل وعلا قال: ﵟإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَاﵞ ﵝالنِّسَاء : ﵘﵕﵜ .

أيضا من المسائل هنا: أن يقول البعض السلام على من اتبع الهدى، هذه لفظة كان يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم في مراسلاته كبار الملوك والحكام ممّن ليسوا على الإسلام، فأنت عندما تقول السلام على من اتبع الهدى فهذه ليست بالصيغة التي يسلم بها على أهل الإيمان، ولذلك قال العلماء لا يجوز للإنسان أن يسلم الإنسان على المسلم بقوله السلام على من اتبع الهدى لأن هذه الصيغة إنما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى غير المسلمين، أما المسلم فتقول له السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أو بغيرها من الصيغ التي أقل منها.

 كذلك من الأمور التي ينبه عليها في هذا وقد جاء الإشارة إليه: عدم التسليم على الخاصة دون العامة، أن يمر على جماعة فيسلم على فلان من الناس ويترك الذي بجانبه، فقلنا السلام على من عرفت ومن لم تعرف، فإن هذا يا إخوة يورث الشحناء والبغضاء بين المسلمين، إذا سلمت على فلان من الناس ولم تسلم على الذي بجانبه يأخذ في نفسه، ولذلك قال الطحاوي رحمه الله قال: «فاختصاصه ذلك الواحد بذلك السلام دون بقيتهم ظلم منه لبقيتهم؛ لأن من حق المسلم على المسلم أن يسلم عليه إذا لقيه» ([38])، ولذلك كان من علامات الساعة أن يسلم على الخاصة دون العامة، وقد جاء عن عبد الله ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بين يدي الساعة تسليم الخاصة» ([39]) ، هي من علامات الساعة : «بين يدي الساعة تسليم الخاصة» تسلم فقط على الذين تعرفهم، والنبي عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى ما هو خير أيّ الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».

هذه يا إخوة بعض المسائل المتعلقة بأحكام السلام، ولا شك أن المسلم يحرص على الالتزام بكل أمر يقربه إلى الله جل وعلا ويدنيه من رحمته ويبعده عن أسباب مساخطه، وما رأيناه من هذه المصالح العظيمة التي على الفرد وعلى المجتمع وعلى الكبير وعلى الصغير وعلى الذكر وعلى الأنثى وعلى الإنسان في بيته وعلى الإنسان في مجتمعه لا شك أن الإنسان إذا علم مثل هذه الفضائل فإنه يحرص أعظم ما يحرص عليه أن يبادر إلى مثل هذه الطاعة العظيمة.

 أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أسأل الله جل وعلا أن يأخذ بنواصينا إلى البر والتقوى.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب  العالمين.


 

([1]) رواه البخاري (835)، ومسلم (402).

([2]) ينظر: تفسير ابن كثير (6/80).

([3]) معالم التنزيل للبغوي (6/66).

([4]) رواه ابن ماجه (3251)، وأحمد (23835)، والترمذي (2485).

([5]) رواه مسلم (93).

([6]) رواه البخاري (12)، ومسلم (63).

([7]) رواه الطبراني في المعجم الأوسط (5164).

([8]) رواه أحمد (21548).

([9]) السلسلة الصحيحة ( 526).

([10]) رواه أبو داود (5212)، وابن ماجه (3703)، والترمذي (2727).

([11]) رواه أبو داود (5195)، والترمذي (2689).

([12]) رواه أحمد (18530).

([13]) رواه الطبراني كما في مجمع الزوائد (8/ 30)، وهو في صَحِيح الْجَامِع (1088).

([14]) رواه ابن ماجه (856).

([15]) رواه ابن حبان (490)، والحاكم (61).

([16]) رواه البخاري في الأدب المفرد (989).

([17]) رواه البخاري في الأدب المفرد (984) .

([18]) رواه البخاري في الأدب المفرد (1006).

([19]) رواه البخاري (1240)، ومسلم (2162).

([20]) تفسير القرآن العظيم (2/325).

([21]) الزهد لوكيع (2/ 504) .

([22]) رواه البخاري (3217)، ومسلم (2447).

([23]) رواه أحمد (6937).

([24]) رواه البخاري (6231)، ومسلم (2160).

([25]) رواه أبو داود (5200).

([26]) رواه البخاري (757)، ومسلم (397).

([27]) رواه البخاري في الأدب المفرد (1011).

([28]) رواه الترمذي (3306).

([29]) رواه النسائي (4181).

([30]) رواه البخاري (6311)، ومسلم (2710).

([31]) رواه الترمذي (3394).

([32]) فتح الباري (11/112) .

([33]) تفسير القرآن العظيم (2/326).

([34]) رواه أبو داود (4084).

([35]) رواه مسلم (974).

([36]) رواه البخاري في الأدب المفرد (1005).

([37]) رواه الطبراني في المعجم الأوسط (7380).

([38]) شرح مشكل الآثار (4/270).

([39]) رواه أحمد (3982).